في أول تحرك من نوعه لإدارة بايدن تجاه قضية الصحراء المغربية، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، دعم الولاياتالمتحدة للمفاوضات السياسية بين أطراف النزاع الإقليمي. جاء ذلك في بيان أصدره مكتب وزير الخارجية الأمريكي مساء الإثنين، عقب اجتماع مغلق عبر دائرة تليفزيونية بين بلينكن، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وذكر البيان، أن بلينكن أكد لغوتيريش دعم بلاده للمفاوضات السياسية، وحثه على الإسراع بتعيين مبعوث شخصي جديد للصحراء.
وفي الوقت الذي لاتزال الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن، تلتزم الصمت حيال القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، باعتراف واشنكن بمغربية الصحراء، يؤكد متتبعون، أن إدارة بايدن تريد أن تثبت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد عادت وأنها تمسك بزمام كل القضايا الرئيسية والشائكة في العالم، وبأن المظلة الأمريكية عادت لرعاية كل المفاوضات والملفات العالقة خصوصا التي يكون فيها طرف تعول عليه أمريكا ونحن هنا نتكلم عن المملكة المغربية التي تعول عليها واشنطن في أن تكون بؤرة حقيقية لها وحليف استراتيجي في ظل التهديد الحالي من قبل النفوذ الصيني والروسي في المنطقة الافريقية.
ويعتبر الداه يعقوب المحلل السياسي الموريتاني من واشنطن، في تصريح ل"الأيام24″، أن إعلان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دعم واشنطن لمجهودات إيجاد حل سياسي للملف، ومطالبته الأممالمتحدة بضرورة تعيين مبعوث للإشراف على المفاوضات، أن هذه الدعوة تأتي في هذا إطار دعم المفاوضات السياسية ودعم الموقف المغربي وإن لو بصمت مطبق وباستحياء من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تريد أولا أن يعين مبعوث أممي إلى الصحراء، من قبل الأممالمتحدة وبعد ذلك تبدأ خريطة المفاوضات ومن ثم نشهد اعتراف رسمي وصريح، وفق ما يدور في كواليس في إدارة بايدن بالاعتراف التي أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، القاضي باعتراف واشنطن بمغربية الصحراء.
وأضاف الداه يعقوب، أن "حتى الآن الأمور تسير على هذا المنوال، الصحراء مغربية وفق القرار الأمريكي، وملف المفاوضات هو لتحريك المياه الراكدة في منطقة الفضاء المغاربي ككل، ومحاولة من الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تسجل نقطة من خلال عودتها إلى هذا الملف، والوقوف إلى جانب المغرب، والذي يتطلب هذا الموقف نوعا من الوضوح في الأيام القادمة، خصوصا أن فترة الصمت قد طالت كثيرا والمغرب مع هذا النمو الاقتصادي والمواقف السياسية الكبيرة المؤثرة في إفريقيا، أصبحت أعين الروس والصينيين عليها بكثرة.
وأوضح المحلل السياسي، أنه "بالتالي الولاياتالمتحدةالأمريكية، مطالبة من قبل العديد من الدبلوماسيين في واشنطن أن تكون إدارة بايدن واضحة في تحديد موقفها من الاتفاق الذي أبرم في عهد ترامب، وأن يكون هذا الحراك الحالي الدعوة لبدء مفاوضات سياسية حول قضية الصحراء، هو في هذا الطريق الذي يأمل الأمريكيون الساسة أن ينجلي بكثرة في تحديد مغربية الصحراء والاعتراف بقرار الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قام بمراجعة وإلغاء العديد من الأوامر والقرارات والتدابير الداخلية والخارجية، التي اتخذها سلفه دونالد ترمب، فيما لم يشمل هذا القرار، الإعلان الرئاسي الذي أصدره ترامب في 10 من دجنبر الماضي، والذي أعلن بموجبه عن اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء، وبسيادة المملكة على الأقاليم الجنوبية، رغم المحاولات الكثيرة التي قام بها خصوم الوحدة الترابية للمملكة.
وسبق للأمم المتحدة، أن نشرت نص الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء بست لغات على موقعها الرسمي وضمنت وثائق الاعتراف الأميركي في أرشيفها وإعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن لا حل عادلا لقضية النزاع في الصحراء إلا من خلال مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.