اقتربت "الأزمة الصامتة"، بين الرباطوبرلين، من إتمام شهرها الأول، منذ يوم الاثنين 2 مارس الجاري، حينما تم تداول صورة رسالة منسوبة لوزير الخارجية، ناصر بوريطة، تتضمن في فحواها قرار الرباط تعليق التواصل مع سفارة برلين والمنظمات التابعة لها في العاصمة المغربية، جراء "خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية". ورغم ما تم تداوله من لدن بعض المحللين والمتتبعين، حول الأسباب التي قد تكون تقف وراء "الأزمة الصامتة" بين المغرب وألمانيا، إلا أنه كان ملفتا للانتباه، أن رسالة وزير الخارجية ناصر بوريطة الموجهة للحكومة، لم تذكر تفاصيل الخلافات التي أدت إلى تعليق علاقات التواصل مع سفارة برلين والمؤسسات التابعة لها، باستثناء الإشارة إلى عبارة ""خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية".
لكن يعتقد بأن تعليق الرباط علاقاتها مع السفارة الألمانية، له علاقة بقضية الصحراء، بسبب اعتراض برلين على صيغة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وسعيها لعرقلة ذلك الاعتراف، وبادرت إلى طلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي وكانت عضوا غير دائم فيه، الأمر الذي أثار غضب المغرب.
وفي ظل استمرار "الغموض" بين البلدين، جددت وزيرة الدولة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية "ماريا فلاتشسبارث"، موقف بلادها إزاء قضية الصحراء المغربية، الداعم لجهود الأممالمتحدة لإيجاد حل سياسي مقبول من الطرفين.
ونقلت مصادر محلية، أن تصريح الوزيرة الألمانية، جاء في إطار رد مكتوب على أسئلة وجهت من طرف مجموعة موالية "لأطرروحة البوليساريو"، حول موقف الحكومة الألمانية من قضية الصحراء، بعد قرار المغرب تعليق التواصل مع سفارة برلينبالرباط، مؤكدة أن موقف برلين من قضية الصحراء الغربية لم يتغير.
ومنذ قرار المغرب قطع التواصل مع سفارة برلينبالرباط والمؤسسات الألمانية التابعة لها، أكد بعض المسؤولين الألمان، أنهم يرغبون، في الحفاظ على العلاقات المثمرة مع الرباط، وآخرهم المسؤولة الإعلامية في وزارة الخارجية فرانسيسا أوبرماير التي قالت إن ألمانيا "لن تتنازل" عن العلاقات مع المغرب ولن تغير سياساتها تجاهه.