في ظل استمرار "الأزمة الصامتة" بين الرباطوبرلين، أقدم نواب ألمان موالون "لأطروحة" البوليساريو، على تنظيم ندوة لدعم الجبهة، على خلفية التطورات التي شهدتها قضية الوحدة الترابية للمملكة.
وكان المغرب قد قرر قطع علاقاته المؤسساتية مع سفارة ألمانيا بالمغرب، وارجع سبب هذا القرار، إلى "خلافات عميقة" تهم قضايا المغرب المصيرية بين الرباطوبرلين، مما استدعى بحسب مراسلة لوزارة الشؤون الخارجية، قطع العلاقات التي تجمع القطاعات الحكومية والإدارات العمومية مع سفارة ألمانيابالرباط، وكذا جميع العلاقات مع مؤسسات التعاون وجمعيات السياسية الألمانية.
ويعتقد، بأن تعليق الرباط علاقاتها مع السفارة الألمانية، له علاقة بقضية الصحراء، بسبب اعتراض برلين على صيغة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وسعيها لعرقلة ذلك الاعتراف، وبادرت إلى طلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي وكانت عضوا غير دائم فيه، الأمر الذي أثار غضب المغرب.
ونقلت قصاصة لوكالة الأنباء الجزائرية، ان المشاركون، في الندوة التي نظمها مكتب النائب بالبرلمان الألماني، فيليب بيترام، مساء الأربعاء، جددو خلالها دعمهم "لأطروحة البوليساريو"، حيث اعتبر النائب الألماني، أن التعريف بقضية الصحراء، لها أهمية لدى المجتمع الألماني, معلنا عن "تضامنه المطلق" مع البوليساريو.
من جهتها, قالت النائبة البرلمانية عن حزب "اليسار" المعارض، سيفيم داغدلين، في مداخلتها، إن المغرب يحاول من خلال قطع العلاقات مع السفارة الألمانية في الرباط، "الضغط على الحكومة الألمانية"، بسبب دعمها للشرعية الدولية، مشددة على أن ألمانيا عبرت صراحة عن موقفها الذي "كان و مازال و سيظل منسجما مع الشرعية الدولية و القانون الدولي"، حسب قولها.
ودعت سيفيم داغدلين، الشركات الألمانية الى " الانسحاب من الاستثمار في الصحراء", كما طالبت حكومة بلادها "بالتخلي عن كل الاتفاقيات الاقتصادية، التي تجمعها مع المملكة المغربية", حتى لا تكون".
ومنذ قرار المغرب قطع التواصل مع سفارة برلينبالرباط والمؤسسات الألمانية التابعة لها، أكد بعض المسؤولين الألمان، أنهم يرغبون، في الحفاظ على العلاقات المثمرة مع الرباط، وآخرهم المسؤولة الإعلامية في وزارة الخارجية فرانسيسا أوبرماير التي قالت إن ألمانيا "لن تتنازل" عن العلاقات مع المغرب ولن تغير سياساتها تجاهه.