زعم تحقيق نشرته قناة الجزيرة الإنجليزية، اليوم الاثنين، أن "الخلافات" الحالية بين المغرب وألمانيا تهدف إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي، وخاصة إسبانيا لتبني مطالبه بالاعتراف بمغربية الصحراء، معتبرا أن مدريد جددت موقفها إزاء قضية الصحراء، من خلال تأكيدها على دعم جهود الأممالمتحدة للتوصل إلى حل عادل للنزاع المفتعل حول الصحراء، يحظى بموافقة الأطراف. ونقل المصدر ذاته، عن الصحفي والكاتب الاسباني إغناسيو سيمبريرو، المعروف بمواقفه المعادية للمغرب في حديث للجزيرة أن يقوم الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.
ويوم الاثنين 1 مارس الجاري، أعلنت الرباط أنها قررت "تعليق كل أشكال التواصل"، مع سفارة ألمانيا في المغرب بسبب تبانيات "عميقة" مع برلين في ملفات عدة من بينها قضية الصحراء المغربية.
وفي رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء نشرتها وسائل إعلام محلية الإثنين، قال وزير الخارجية ناصر بوريطة إن القرار هو بسبب "سوء تفاهمات عميقة حول ما يخص قضايا أساسية للمملكة المغربية".
وحسب ما جاء في خلاصات التي نشرتها قناة الجزيرة الأنجليزية، فإن أسباب الخلافات الأخيرة بين المغرب وبلاده، يعود لموقف برلين بشأن الصحراء المغربية، وانتقادها قرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بمغربية الصحراء.
ويعتبر الخبير في شؤون الصحراء، إساياس بارينيادا، أن المغرب اختار بدء نزاع دبلوماسي مع ألمانيا باعتبارها كانت عضوا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مؤكدا أن أوروبا لن تتراجع عن موقفها الداعم لحل قضية الصحراء في إطار الاممالمتحدة.
ومنذ قرار المغرب قطع التواصل مع سفارة برلينبالرباط والمؤسسات الألمانية التابعة لها، أكد بعض المسؤولين الألمان، أنهم يرغبون، في الحفاظ على العلاقات المثمرة مع الرباط، وآخرهم المسؤولة الإعلامية في وزارة الخارجية فرانسيسا أوبرماير التي قالت إن ألمانيا "لن تتنازل" عن العلاقات مع المغرب ولن تغير سياساتها تجاهه.
واعتبرت المسؤولة الألمانية، في تصريح صحفي، أنه "لا يوجد سبب للتنازل عن العلاقات مع المغرب، ونعتقد أن التعاون معه وثيق ويصب في مصلحة الدولتين"، مضيفة أنه "كما هو معلن، قمنا بدعوة السفيرة المغربية إلى مقر وزارة الخارجية، وطلبنا منها شرحا للقرار والأحداث المرتبطة به".
وحول وجود مفاوضات بين الجانبين في الوقت الحالي، قالت "لا أستطيع الحديث عن ذلك حاليا"، ثم تابعت: "يعمل المغرب وألمانيا بشكل وثيق في قضايا عدة منذ عقود، وهذا يصب في مصلحة الطرفين، لذلك لن نغير شيئا في تعاملنا مع الرباط".
وعن سياسة ألمانيا تجاه المغرب خاصة فيما يتعلق بموقفها من ملف الصحراء، كان سفيرها في الرباط غوتز شميدت بريم، قد أكد أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب يظل "الحل الأكثر واقعية" وأن "البوليساريو" توجد اليوم في وضعية "صعبة".