المعطيات الأخيرة التي حقق فيها المغرب مكاسب كبيرة في ملف وحدته الترابية، دفعت كل من الجزائروجنوب أفريقيا أكبر الداعمين لجبهة البوليساريو، إلى عقد اجتماع، الثلاثاء، من أجل إعادة ترتيب أوراقهما، لبحث عن خيارات بديلة، للتعامل مستقبلا مع تطورات النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية. زيارة وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، إلى جنوب إفريقيا، تهدف من خلالها الجارة الشرقية للمملكة، إلى إعادة فتح قنوات التواصل والتنسيق مع حليفتها جنوب إفريقيا، والبحث عن خيارات للتعامل مع التطورات التي شهدتها قضية الصحراء المغربية، خاصة أن البلدان يتقاسمان الهاجس نفسه المتعلق بالدفاع عن أطروحة "البوليساريو".
فكل المؤشرات تحيل اليوم أن المغرب أصبح يكسب الرهان على الأرض في ملف الصحراء محققا فتوحات دبلوماسية، كانت تظهر إلى عهد قريب أنها أضغاث أحلام، خاصة وأن المنتظم الدولي أصبح واعيا أكثر من أي وقت مضى بضرورة إيجاد حل نهائي للنزاع الذي افتعلته ليبيا القذافي و جزائر بومدين في عز الحرب الباردة، في إطار الصراع الذي عرفته سبعينيات القرن الماضي بين معسكر الشرق الذين كانت تقوده روسيا و يضم الجزائر و ليبيا و معسكر الغرب الذي كانت تقوده أمريكا اختار مغرب الحسن الثاني أن يكون محسوبا عليه.
ويعتبر مراقبون، أن من بين خيارات الجزائروجنوب أفريقيا، في مسار التعامل مع التطورات الأخيرة التي شهدتها قضية الصحراء، هو تكثيف دعمها لجبهة "البوليساريو"، في المحافل الدولية، تزامنا مع الجهود التي تقودها الأممالمتحدة لإيجاد تسوية للنزاع حول الصحراء.
يذكر أن نزاع الصحراء، هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي.
ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.