أن الفتوحات الأخيرة للدبلوماسية المغربية في ما يتعلق بملف الصحراء المغربية، وفشل الحرب الدبلوماسية والإعلامية التي تشنها الجارة الشرقية للمملكة، مركزة بالخصوص على شيطنة المغرب بعد إعلانه إعادة فتح مكتبين للاتصال بكل من الرباط وتل أبيت، قد جعل نظام الرئيس عبد المجيد تبون، يعيد ترتيب أوراقه للتعاطي مع التطورات التي شهدتها قضية وحدتنا الترابية، خلال الأشهر الأخيرة من السنة المنصرمة. ويسابق النظام في الجزائر، الزمن لإعادة ترتيب أوراقه، استعدادا للمرحلة المقبلة، للتعامل مع النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، في ضوء المعطيات الأخيرة التي حقق فيها المغرب مكاسب كبيرة في ملف وحدته الترابية. وكل المؤشرات تحيل اليوم أن المغرب أصبح يكسب الرهان على الأرض في ملف الصحراء محققا فتوحات دبلوماسية كانت تظهر إلى عهد قريب أنها أضغاث أحلام، خاصة و أن المنتظم الدولي أصبح واعيا أكثر من أي وقت مضى بضرورة إيجاد حل نهائي للنزاع الذي افتعلته ليبيا القذافي و جزائر بومدين في عز الحرب الباردة، في إطار الصراع الذي عرفته سبعينيات القرن الماضي بين معسكر الشرق الذين كانت تقوده روسيا و يضم الجزائر و ليبيا و معسكر الغرب الذي كانت تقوده أمريكا اختار مغرب الحسن الثاني أن يكون محسوبا عليه. يذكر أن نزاع الصحراء، هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي. ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي. (الأيام 24)