تصاعد القلق الإقليمي في منطقة الساحل من دعوات تنظيمات إرهابية لاستغلال وجود جبهة البوليساريو الانفصالية لإثبات حضورها في هذه المنطقة، عن طريق تحويل مرافق الجبهة إلى مركز وتجمع للجماعات الإرهابية. تسريبات لتسجيلات صوتية وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت أن جبهة البوليساريو تنسق مع متطرفين في مالي وليبيا، للحصول على عناصر ودعم من أجل تنفيذ عمليات ضد الجيش المغربي، وهي العمليات التي وصلت يومها ال59 حسب بلاغات الجبهة العسكرية، التي تتحدث عن قصف تصفه وسائل الإعلام الوطنية والدولية ب"الوهمي". وفي سياق ذي صلة، ربطت تقارير دولية أعضاء نافذين في تنظيمات إرهابية بالجبهة الانفصالية، مشيرة إلى أن المئات من النشطاء الارهابيين في منطقة الساحل والصحراء التحقوا بالبوليساريو في السنوات الأخيرة، وتحديدا الفروع التابعة للقاعدة التي تنشط بكثافة في منافسة مع الفرع الإفريقي لتنظيم داعش. وذكر تقرير للمركز الدولي للدراسات حول الإرهاب بعنوان "الإرهاب في شمال إفريقيا، من 11 شتنبر إلى الربيع العربي"، أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وجبهة "البوليساريو" فتحا علاقات مع عصابات بأمريكا اللاتينية لتبادل المخدرات والسلاح وتهريب عناصر إرهابية إلى أوروبا، داعيا إلى ضرورة إعطاء الأولوية لإغلاق مخيمات تندوف التي تساعد في تغذية نشاط الإرهابيين. وانتقل التخوف إلى أوروبا، بعدما عبّرت مدريد عن قلقها من تزايد تجنيد الصحراويين ضمن التنظيمات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل والصحراء، وارتفعت مطالب بضرورة إعادة النظر في التعامل مع جبهة البوليساريو التي باتت تشكل خطرا على المصالح المشتركة للدول خاصة في منطقة الساحل وأقصى غرب شمال إفريقيا. وحذر فيديل سينداغورتا، المدير العام للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي والتعاون، في وقت سابق، من التهديد الإرهابي الحقيقي الذي تشكله جبهة البوليساريو في منطقة الساحل على الجوار الأوروبي. وقال إنه "صدم" حين علم أن عدنان أبو الوليد الصحراوي، زعيم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، ينحدر من مخيمات تندوف، منبها إلى أن هذه المنطقة أضحت أرضا خصبة للإرهاب. وذكر المسؤول الاسباني أنه تم إبلاغه بأن هذه الميليشيات المسلحة كانت تتدرب في كوبا خلال الفترة التي كان يعمل فيها كدبلوماسي بذلك البلد، مشيرا إلى أن ظاهرة الجهاد المتطرف الراسخة في هذه المنطقة "يجب أن تثير انتباهنا لأنها قريبة جدا من عالمنا". كما أشار إلى أن الإرهاب في منطقة الساحل قد نما بشكل كبير، حيث قتل 4500 شخص العام الماضي، مسجلا ارتفاعا بحوالي 1300 قبل العام الماضي. التهديد الذي يشكله تقارب جبهة البوليساريو الانفصالية والجماعات الإرهابية بالساحل، سلط عليه الضوء سامي بن عبد الله الصالح، سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر، سنة 2017 في حوار مع صحيفة "الرياض"، حيث قال إن جبهة البوليساريو "جماعة إرهابية"، تزعزع استقرار وأمن بلدان شمال افريقيا. وأضاف السفير السعودي : "إننا نرجو من الحكومة الجزائرية وكافة الأطراف الخارجية تبني الحياد وعدم التدخل في هذا الملف، كما أن دعم مجموعة إرهابية، قد قضت في سجلها الأسود مضجع الآمنين، لم ولن يعتبر وسام شرف حتى تتقلدها دولة ما".