يبدو أن الجارة الشمالية باتت قلقة من ارتفاع ظاهرة التحاق عناصر من ميليشيات "البوليساريو" بتنظيمات الإرهاب والتطرف، فقد حذّر فيديل سينداغورتا، المدير العام للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي والتعاون، من التهديد الإرهابي الحقيقي الذي تشكله جبهة "البوليساريو" في منطقة الساحل على الجوار الأوروبي. وعبّر المسؤول الإسباني عن قلق مدريد من تزايد تجنيد الصحراويين ضمن التنظيمات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل والصحراء، وقال إنه "صدم" حين علم أن عدنان أبو الوليد الصحراوي، زعيم الجماعة الإرهابية "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"، ينحدر من مخيمات تندوف، منبها إلى أن هذه المنطقة أضحت أرضا خصبة للجهادية الإسلامية. وذكر المسؤول الإسباني، في تصريحات نقلتها وكالة "أوروبا برس"، خلال تدخله في ختام أشغال منتدى حول الإرهاب العالمي نظمه معهد (إلكانو)، الثلاثاء، أنه تم إبلاغه بأن هذه الميليشيات المسلحة كانت تتدرب في كوبا خلال الفترة التي كان يعمل فيها كدبلوماسي بذلك البلد، مشيرا إلى أن ظاهرة الجهاد المتطرف الراسخة في هذه المنطقة "يجب أن تثير انتباهنا؛ لأنها قريبة جدا من عالمنا". المدير العام للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي والتعاون نبّه إلى عودة بروز هذه الظاهرة ليس فقط في منطقة الساحل؛ ولكن أيضا في المناطق المجاورة الأخرى، مما أودى بحياة المئات من الضحايا. وشدد المسؤول الإسباني على أن الأمر "يتعلق بتهديد خطير؛ فنحن نواجه ظاهرة على مستوى القارة"، داعيا بلاده إلى إيلاء عناية واهتمام خاص لمنطقة الساحل. واعتبر المسؤول ذاته أن الإرهاب في منطقة الساحل قد نما بشكل كبير، حيث قتل 4500 شخص العام الماضي، مسجلا ارتفاعا بحوالي 1300 قبل العام الماضي، مضيفا أن هذه الظاهرة لا تؤثر فقط على دول الساحل الخمس (تشاد وبوركينا فاسو ومالي والنيجر وموريتانيا)؛ ولكن أيضًا على توغو وبنين والسنغال وساحل العاج ونيجيريا. وتأتي تصريحات المسؤول الرفيع المستوى بالخارجية الإسبانية تزامنا مع انتشار تسجيلات صوتية وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، اطلعت عليها هسبريس، تظهر أعضاء تنظيمات جهادية، من "البوليساريو" ومن دول أخرى، يعلنون دعمهم لميليشيات الجبهة الانفصالية في معركتهم ضد الجيش المغربي.