ذكرت وسائل إعلام مصرية أن السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان غادر العاصمة المصرية الأربعاء متوجها إلى الرياض للتشاور واستعراض المستجدات في العلاقات بين البلدين. وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت توترا بعد تصويت مصر على مشروع قرار روسي بشأن سورية في مجلس الأمن على عكس رغبة دول الخليج، الأمر الذي وصفه سفير المملكة في الأممالمتحدة عبد الله المعلمي "بالمؤلم". وكانت شركة النفط السعودية أرامكو قد أبلغت الهيئة العامة للبترول المصرية بوقف إمدادات المواد البترولية لشهر أكتوبر، ما دعا القاهرة للبحث عن مصادر بديلة لتغطية العجز. وكانت السعودية قد اتفقت مع مصر على إمدادها بمنتجات نفطية بقيمة 23 مليار دولار على مدار خمس سنوات، وذلك خلال زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لمصر في أبريل الماضي. وردت وسائل الإعلام المصرية بوصلات من الشتائم ضد السعودية، دفعت المذيع يوسف الحسيني إلى التطاول على الملك سلمان وابنه، كما دفعت وائل الإبراشي إلى اتهام المملكة بأنها تدعم الإرهاب في سوريا. وبينما تدخل العلاقات السعودية المصرية منعطفا جديدا بعد الموقف المصري المناوئ للسعودية في مجلس الأمن، وإيقاف إمدادات النفط من "أرامكو" لمصر، فقد تحدثت تقارير عن أن القاهرة تسعى لإيجاد بديل من إيران. ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التابعة لحزب الله، عن مصادر وصفتها ب"المطلعة"، معلومات عن "نفاذ الصبر المصري تجاه محاولات التهميش من الرياض، وتجاهل الاستشارات المصرية". وأشارت المصادر إلى تلقي تقرير حول التعامل مع الأزمة "يدعم اللجوء إلى طهران لاستيراد كميات الغاز والوقود التي أوقفتها شركة أرامكو"، موضحة أن هذه الخطوة هي "للتلويح بأن الموقف السعوي سيكون ثمنه غاليا سياسيا"، بحسب "الأخبار"، التي أشارت إلى أن ولي ولي العهد محمد بن سلمان هو من يقف وراء الخطوة. واستدركت "الأخبار" بقولها إن عبد الفتاح "السيسي رأى أنها خطوة سابقة لأوانها"، مشيرة إلى أن "أرامكو اعتذرت عن عدم التوريد لشهر واحد، وهو ما قد يكون خارج إرادتهم بالفعل"، بحسب الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها قولها إن "سبب الأزمة الحقيقي هو عدم دخول اتفاقية ترسيم الحدود البحرية حيز التنفيذ، ما تسبب بإحراج كبير للقيادة السعودية التي لم تحصل على أي دعم من القاهرة في مواقفها الدولية برغم الدعم الاقتصادي المقابل". من جانبها، نفت الحكومة المصرية وجود أي طابع سياسي وراء قرار شركة النفط السعودية (أرامكو) تعليق توريد النفط إلى مصر. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن حمدي عبد العزيز، المتحدث باسم وزارة النفط المصرية، قوله إن قرار شركة أرامكو جاء قبل التصويت في مجلس الأمن. وأضاف: "أعلمتنا أرامكو بهذا الأمر قبل اجتماع مجلس الأمن. هذه قضية تجارية وليست سياسية. من الطبيعي أن تتأخر بعض الشحنات"، مؤكدا أن العقد التجاري مع السعودية ما زال ساريا، ولكنه لم يدل بتعليق بشأن ما إذا كان سيستأنف العمل به في وقت قريب.