شهدت الدبلوماسية المغربية في الأسابيع القليلة الماضية زخما غير مسبوق، بعدما افتتحت العديد من الدول أخيرا قنصليات لها بالصحراء ، كان آخرها الإمارات العربية المتحدة لتي افتتحت رسميا قنصيلتها بالعيون اليوم، ما يرفع عدد القنصليات الأجنبية إلى 16 قنصلية، في وقت تعرف فيه قضية الصحراء تطورات جديدة كان آخرها قرار مجلس الأمن الذي مدد ولاية بعثة "المينورسو" سنة إضافية، وأشاد بمبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع الإقليمي بالصحراء المغربية. عتيق السعيد الباحث الأكاديمي بجامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء، و المحلل السياسي يرى أن افتتاح مجموعة من القنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة يعد بكل تأكيد و واقعية انتصارا للديبلوماسية المغربية الناجعة، التي انتقلت من مرحلة تحصين المكتسبات بخصوص القضية الوطنية، إلى مرحلة فرض واقع جديد، قوامه اعتراف دولي متزايد بمشروعية مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ومستدام لهذا النزاع المفتعل.
ويضيف السعيد في حديثه للأيام24 أن هذه الخطوة تندرج في إطار الدينامية القوية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، والتي تجسدت خلال الاسابيع الاخيرة بتفاعل دولي أكد دعم المجتمع الدولي الكامل والصريح لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة.
وشدد الباحث الأكاديمي على ان هذا الافتتاح يأتي في وقت قياسي له دلالاته من حيث عدد القنصليات بلغ بالأقاليم الجنوبية للمملكة ما مجموعه 16 قنصلية، 9 منها بالعيون و 7 بالداخلة، و بالتالي أصبحت كل مناطق القارة الإفريقية ممثلة بالصحراء المغربية من خلال ست دول من غرب القارة، وخمس من وسطها، إضافة إلى ثلاث دول من جنوب القارة الأفريقية ودولة من شرق إفريقيا اضافة الى دولة من الخليج.
وتأتي هاته الخطوات الديبلوماسية بحسب السعيد، لتساهم في استدامة الأهداف المشتركة القائمة على إنعاش النشاطات الاقتصادية، وتوطيد العلاقات التجارية وتنميتها وتطويرها، لتنزيل استراتيجية الجهوية المتقدمة القائمة في فلسفتها على الانتقال المستدام إلى نظام اللاتمركز الإداري كنظام تدبيري وتنظيمي لتنمية المجال الترابي.
وعن افتتاح قنصيلية خليجية اليوم بالصحراء يرى السعيد، ان المغرب و الإمارات العربية يجمعهما تنسيق مشترك سواء في القضايا الدولية أو الإقليمية، كما أن افتتاح قنصلية ل''أبوظبي'' بمدينة العيون من شأنه أن يفتح لرجال الأعمال الاستثمار في المجالات الاقتصادية التي تمتاز بها هاته المدينة المغربية، مع ما يشكله ذلك من دفعة كبيرة في مستوى العلاقات بين البلدين.