خصّصت المنشورات الإعلامية الدولية حيّزاً كبيراً للحديث عن افتتاح دولة الإمارات العربية المتحدة أول قنصلية عربية في مدينة العيون بالصحراء المغربية، وذلك في سياق الدينامية المتجددة التي يعرفها الملف خلال الأيام الأخيرة، بعد افتتاح عشرات القنصليات الإفريقية بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وأفردت صحيفة "إلباييس" الإسبانية تقريراً مطولا للتطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة الحدودية، في ظل إغلاق مجموعات مدنية معبر "الكركرات"، لافتة إلى الإستراتيجية المغربية في التعامل مع تلك الاستفزازات، إذ عمدت الرباط إلى تشجيع البلدان الإفريقية على نقل قنصلياتها إلى الأقاليم الصحراوية الجنوبية. وفي هذا الصدد، تطرقت الصحيفة "الإيبيرية" إلى إعلان عشرات البلدان في "القارة السمراء" تمثيليتها الدبلوماسية في مدينتيْ العيونوالداخلة، ثم تعزز ذلك بقرار دولة الإمارات العربية المتحدة التي سارت في الاتجاه نفسه، لتكون بذلك أول دولة عربية تفتح قنصلية لها في أقاليم الجنوب المغربية. وفي السياق ذاته، تحدثت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن "الخطوة التاريخية" للإمارات العربية المتحدة، موردة أن القرار جاء عقب الاتصال الهاتفي الذي أجراه العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما سلطت شبكة "بي بي سي عربي" الضوء على قضية الصحراء المغربية، قائلة، في قصاصة مقتضبة عن الموضوع: "تعتزم السلطات الإماراتية فتح قنصلية لها في مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، في خطوة تبدو تأييدا من قبل أبو ظبي لمطالب المغرب في المنطقة المتنازع عليها بين الرباط وجبهة البوليساريو". من جهتها، أوضحت وكالة "يورو نيوز" أن الإعلان الإماراتي عن الخبر يأتي "بعد افتتاح ثلاث قنصليات الأسبوع المنصرم في مدينة الداخلةجنوبالعيون لكل من بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو، ليرتفع مجموع الممثليات الدبلوماسية الأجنبية بالمدينتين إلى 15 قنصلية لبلدان إفريقية منذ أواخر العام الماضي". فيما أكدت صحيفة "تودايْ أونلاين" السنغافورية أن "المغرب لطالما كان يطمح للحصول على اعتراف شرعي دولي بخصوص قضية الصحراء، بل هو أكبر طموح للدبلوماسية المغربية"، معتبرة أن "الإعلان الإماراتي عن فتح قنصلية في مدينة العيون سوف يساعد الرباط على حشد الدعم العالمي لتحقيق هذه الغاية مع الحلفاء العرب الآخرين". ونشرت صحيفة "ذي إيكونوميك تايمز" الهندية بدورها تقريرا إخباريا عن الموضوع، مردفة بأن "الإمارات العربية المتحدة ستكون أول دولة عربية تفتتح قنصلية لها في المنطقة الجنوبية الخاضعة للمملكة المغربية"، مشيرة إلى فشل الجهود الدبلوماسية الأممية في تسوية النزاع. أما صحيفة "ميدل إيست أون لاين" فذكرت أن "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يعتبر قرار فتح قنصلية عامة بمدينة العيون تجسيدًا لموقف الإمارات العربية المتحدة الثابت مع المملكة المغربية في قضاياها العادلة في المحافل الإقليمية والدولية". وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن "القنصلية ستكون في مدينة العيون، حيث جاء قرار افتتاحها بعد الاتصال الهاتفي بين العاهل المغربي الملك محمد السادس وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان"، شارحة بأن الرباط تدافع عن مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية المغربية، بينما تطالب الجزائر، ومعها جبهة "البوليساريو"، بإجراء استفتاء عام. وتحولت العاصمة الرباط، خلال الأسبوعين الماضي والجاري، إلى وجهة دبلوماسية للعديد من الدول الإفريقية، حيث جرى افتتاح سفارات جديدة وتوقيع اتفاقيات مع عدد من دول القارة السمراء، في إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه المغرب لتنمية القارة السمراء. وشدد الديوان الملكي على أن "الملك محمدا السادس أعرب عن اعتزازه العميق بقرار الإمارات، كأول دولة عربية تفتح قنصلية عامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة"؛ وورد في بلاغه أن "هذا قرار يجسد موقف الإمارات العربية المتحدة الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانبه في مختلف المحافل الجهوية والدولية؛ وهو قرار ليس بغريب عن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وقيادتها الحكيمة، في نصرة القضايا العادلة والمشروعة".