أثار قرار دولة الإمارات العربية المتحدة افتتاح قنصلية عامة جنوبي المغرب صدمة كبيرة في محيط أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، خصوصا أن هذا الحدث التاريخي يأتي في سياق الدينامية التي تشهدها كبريات مدن الصحراء بافتتاح تمثيليات دبلوماسية لعشرات الدول الإفريقية. ويأتي قرار افتتاح الإمارات، كأول دولة عربية تتخذ الخطوة، قنصلية عامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة تزامناً مع تخليد المغرب الذكرى 45 للمسيرة الخضراء التي تُصادف يوم الجمعة 6 نونبر المقبل، وهو التاريخ الذي يحملُ رمزية دالة، خصوصا أن الإماراتالمتحدة شاركت في المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي كان عمره آنذاك 14 سنة . وسبق للملك محمد السادس أن استحضر في خطاب رسمي، بمناسبة القمة الأولى المغربية الخليجية التي عُقدت بالرياض بتاريخ 20 أبريل 2016، مشاركة ولي عهد أبوظبي في المسيرة الخضراء سنة 1975. وأكد بلاغ الديوان الملكي، الصادر مساء أمس الثلاثاء، على العلاقات القوية الثنائية التي تجمع المغرب والإمارات، مشيراً إلى أن الاتصال الهاتفي الذي جمع الملك محمدا السادس وولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات يندرجُ في سياق "التنسيق والتشاور الدائمين بين قيادتي البلدين، وما يجمعها من عمق أواصر الأخوة الصادقة والمحبة المتبادلة؛ وكذا في إطار علاقات التعاون المثمر والتضامن الفعال التي تجمع المملكة المغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة". وأعرب الملك محمد السادس عن "اعتزازه العميق بقرار الإمارات، كأول دولة عربية تفتح قنصلية عامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة؛ وهو قرار يجسد موقفها الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانبه في مختلف المحافل الجهوية والدولية". ويرى الموساوي العجلاوي، الباحث الأكاديمي المتخصص في ملف الصحراء والشؤون الإفريقية، أن هذا القرار الهام يقفز بالعلاقات المغربية الإماراتية إلى مرحلة جديدة بفتح قنصليات من القارة الإفريقية إلى الآسيوية والعالم العربي. وأوضح الموساوي العجلاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا الحدث التاريخي يؤكد على العلاقات الإستراتيجية بين المملكة المغربية ودول الخليج عامة والإمارات العربية المتحدة بصفة خاصة. "تكمن أهمية افتتاح قنصلية عامة للإمارات بمدينة العيون في كون القرار يأتي في سياق الاحتفاء بالذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء"، يُضيف العجلاوي، الذي أكد أن الحدث ينقلُ مسألة تأييد السيادة المغربية في الصحراء من المجال الإفريقي إلى المجال العربي وإلى القارة الآسيوية. ووفق الخبير في الشؤون الإفريقية والعربية فإن إعلان قرار الإمارات افتتاح قنصلية عامة بمدينة العيون، بالأقاليم الجنوبية للمملكة، يُبرز تحولاً عميقاً على مستوى الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء على مستوى التكتلات الإفريقية والقارية الهامة. وشدد الموساوي العجلاوي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن قرار الإمارات التاريخي سيكون له ما بعده بخصوص ملف نزاع الصحراء المغربية.