في الحرب ضد الجائحة ليس مهما عدد أسرة المستشفيات، لكن الأهم هو عدد أسرة الإنعاش، لأنها هي الضامنة لإنقاذ حياة المرضى عند الوصول لمرحلة الخطر وعندما يصبح الأوكسجين الاصطناعي إكسير الحياة، لذلك فإن الدول التي أعلنت انهيار منظومتها الصحية سابقا أصيبت من هذه الجهة الموجعة، فكيف هو الحال في بلادنا؟ يخوض المغرب الحرب ضد الجائحة ب 1780 سرير إنعاش فقط، بعد إضافة 140 سريرا جديدا على 1640 سريرا الموجودة سلفا، لكن ليست كلها تحت تصرف المستشفيات العمومية التي مازالت تخوض الحرب اليوم وحدها دون إشراك القطاع الخاص، فهذه الأسرة موزعة بين 824 سريرا في المستشفيات العمومية، و504 في القطاع الخاص، و70 في قطاع الصحة العسكري، و132 مملوكة للمنظمات والجمعيات.
وما يزيد من صعوبة الوضع أن عدد الأسرة التي تضعها وزارة الصحة لاستقبال المصابين بكورونا لا تتجاوز 250 سرير إنعاش، بحكم أن باقي الأسرة تستقبل المصابين بأمراض أخرى، خصوصا بعد رفع الحجر الصحي واستئناف الحياة بشكل طبيعي.
ومع ذلك، فإن التحدي في الوقت الراهن ليس أسرة الإنعاش وحدها، بل الموارد البشرية أيضا، حيث يتوفر المغرب على حوالي 987 طبيبا متخصصا في الإنعاش والتخدير فقط، وفق أرقام 2020، ينتمون لجميع القطاعات (العام والخاص والعسكري)، وموزعين بشكل غير متوازن على الجهات، حيث يتمركز 80 في المائة منهم في محور الدارالبيضاء والرباط، وهذا العدد يبقى ضعيفا مقارنة بدول أخرى، حيث أن المعيار الدولي يقول بأن أي دولة عليها توفير 20 طبيب إنعاش وتخدير لكل 100 ألف نسمة، لتكون قادرة على ضمان خدمات الإنعاش لمواطنيها، فيما يتوفر المغرب فقط على 1.8 طبيب إنعاش وتخدير لكل 100 ألف نسمة.
يذكر أن طب الإنعاش والتخدير في حالة كوفيد-19 ضروري عندما تتطور حالة المريض إلى حرجة وخطيرة، وتشير الإحصاءات إلى أن 15 في المائة من مجموع المصابين يكونون في وضعية حرجة و5 في المائة خطيرة.