كشف البروفيسور نبيل قنجاع، رئيس قسم الإنعاش والتخدير في المستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس، معطيات "خطيرة" حول الوضع الصحي في المدينة في ظل تفشي فيروس كورونا بكثرة في الآونة الأخيرة، مؤكدا أنّ أقسام الإنعاش المخصصة لمصابي "كوفيد -19" في مستشفيات المدن الكبرى، التي تشهد وضعا وبائيا مقلقا، "ممتلئة عن آخرها" تقريبا، بنسب تتراوح بين 80 و100 في المائة. وأرجع هذا البروفيسور في تصريح صحافي، الأمر إلى انتشار عدوى فيروس كورونا بقوة في المغرب، خصوصا في المدن الكبرى، مشددا على أنه كلما واصلت عدوى الفيروس تفشّيها بين المغاربية ارتفعت أعداد الحالات "الحرجة" والحالات التي تحتاج إلى الإنعاش وكذلك أعداد المتوفّين بالفيروس. وجوابا عن سؤال حول مدى توفر أسرّة الإنعاش بما يكفي، أجاب قنجاع بأن المشكل لا يكمن في عدد الأسرّة، إذ أن قسم الإنعاش هو عبارة عن "منظومة صحية يجب أن تشتغل 24 ساعة متواصلة، وسبعة أيام في الأسبوع، ويجب أن يكون فيه أطبّاء مختصون في الإنعاش وطاقم تمريضي مختصّ في الإنعاش.. وأبرز أن "المشكل ليس في عدد الأسرّة أو أجهزة التنفس، التي قال إن عددها كاف، بل في "نقص في الأطباء والممرّضين والطاقم المساعد الذين يمكن أن يشتغلوا في أقسام الإنعاش". وأضاف المتحدث ذاته أن هناك دائما خصاصا في الأطر الطبّية، خصوصا أطر أطباء الإنعاش، إذ ليس هناك بحسبه إلا 250 طبيبا مختصا في الإنعاش تقريبا في القطاع الصحي العام، مؤكدا أن هذا العدد يدلّ على أن هناك "خصاصا كبيرا جدا" في هذا المجال. وحذر من "الضغط" أكثر على أقسام الإنعاش، مستشهدا بفرنسا، التي تعد دولة متقدمة ومتطورة جدا ورغم ذلك كانت تنقل المرضى عبر قطارات ال"تيجيفي" من مدينة إلى أخرى أو عبر الطائرة من دولة إلى أخرى للبحث عن أقسام إنعاش، مؤكدا أننا في المغرب لا يجب أن نصل إلى هذا الوضع.