صدر حديثا عدد جديد من مجلة القوات المسلحة الملكية، يخصص غلافه للمؤتمر الدولي حول "التغيرات المناخية وسياسات الدفاع" الذي نظم يوم 7 شتنبر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. وتقترح المجلة في هذا العدد مجموعة من المقالات ذات الصلة بالتحولات المناخية ودور القوات المسلحة الملكية في مواجهتها.
وهكذا يخصص الإصدار حيزا هاما لجهود القوات المسلحة الملكية من أجل التكيف وتخفيف وطأة التغيرات المناخية، مسجلا أن قطاع الدفاع في المغرب يعد جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التحولات المناخية.
ووعيا بالتحديات التي تطرحها تداعيات التغيرات المناخية بالنسبة للأمن القومي، جاء في الافتتاحية أن القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية وجهت مهام عدد من وحداتها نحو الانخراط المباشر خلال الكوارث الطبيعية، مشيرة الى جهود المصلحة الصحية للقوات المسلحة الملكية والقوات الجوية الملكية والدرك الملكي والبحرية الملكية ووحدة الإغاثة والانقاذ للقوات المسلحة الملكية.
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أن وحدات أخرى تشارك في تدابير التخفيف والتكيف من أجل الانسجام مع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة آثار التغير المناخي. وأضاف أن "الإرادة والعزم الملكي بشأن القضية الشاملة للبيئة، والاهتمام الذي توليه القوات المسلحة الملكية لهذه التدابير يسمح بتجسيد المشروع المجتمعي المنشود من قبل جلالة الملك، والذي يجمع بين النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والتضامن".
وفي زاوية "علامات"، توقفت المجلة عند الخطاب الملكي السامي، يوم 30 نونبر 2015، الموجه للدورة 21 من مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، المنعقد بباريس، كما سلطت الضوء على اتفاق باريس وتوقيع المغرب عليه في 22 أبريل بنيويورك. كما تطرقت إلى إعلان طنجة، الذي ترأس حفل إطلاقه يوم 20 شتنبر 2015 جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند. وبخصوص "الحياة داخل الجيش"، اهتمت المجلة بالانخراط المتزايد والملموس للقوات المسلحة الملكية في الجهود الرامية إلى التكيف مع التغيرات المناخية. وفي هذا الصدد، تقترح المجلة لمحة عامة عن أنشطة القوات المسلحة في هذا المجال.
وفي زاوية "زووم" استعرض الإصدار مهام وحدة الإنقاد والإسعاف بالقوات المسلحة الملكية والمتمثلة في مكافحة الحرائق وإنقاذ ضحايا الفياضانات والزلازل والكوراث الحضرية. وفي زاوية "إضاءة" سلطت المجلة الضوء على دور البحرية الملكية كفاعل رئيسي في مجال مكافحة التلوث البحري.
وفي زاوية "وجهات نظر" أعطت المجلة الكلمة للباحثين والخبراء الذين أكدوا أن "القوات المسلحة الملكية أصبحت فاعلا في مجال التغيرات المناخية". كما ركزت المجلة، من جهة أخرى، على المساهمة "المرتقبة والمحددة على المستوى الوطني" للمملكة المغربية، مشيرة إلى أن المغرب وضع مساهمته في اقتناع تام بأن الطموحات العالمية لمواجهة آثار تغير المناخ تتطلب التزاما كبيرا من جميع الأطراف.
وتوقفت المجلة في صفحاتها الأخيرة عند الأنشطة المنظمة تمهيدا لل(كوب 22)، مشيرة إلى أنه في أفق انعقاد هذا المؤتمر بمراكش، في نونبر المقبل، سيتم تنظيم أنشطة علمية وثقافية عبر المملكة.