جهة العيون هي عاصمة الصحراء الممتدة من واد نون إلى الكويرة، عادت إلى المغرب سنة 1975 بمسيرة خضراء فريدة في التاريخ، وبعد أربعين سنة من مواجهة الصعاب والعراقيل مع الانفصال والجيران المشاكسين، استطاعت أن تربح أولا معركة التأهيل، وأضحت من الحواضر بكل المرافق والبنى التحتية والقطاعات الاقتصادية الواعدة، وحتى وإن كانت تستعد لاستقبال أكبر برنامج تنموي في تاريخها، بغلاف يتجاوز الخمسين مليار درهم، فإنها اليوم تحصي منجزاتها التي لا يعكر صفوها إلا النزاع المفتعل المستمر حول الوحدة الترابية. طرق تهزم الرمال تتوفر جهة العيون بوجدور على شبكة طرقية تصل إلى 1477 كلم، تشكل الطرق المعبدة منها 66%، وبحكم تواجد الجهة بمنطقة صحراوية، فإن الشبكة الطرقية بها أقل كثافة مقارنة مع الجهات الأخرى، وتأتي الطرق الوطنية في المرتبة الأولى ب897 كلم، تليها الطرق الإقليمية ب 580 كلم مع تسجيل غياب الطرق الجهوية، ويتمثل هيكل الشبكة في طرق رئيسية ، وأغلب الطرق غير معبدة. واليوم تتوفر الجهة على ثلاث طرق إقليمية: الطريق الإقليمية رقم 110، والطريق الإقليمية رقم 1400، والطريق الإقليمية رقم 1402.
الصيد جوهرة الاقتصاد يشكل قطاع الصيد البحري في جهة العيون عنصرا مهما من النسيج الاقتصادي وطنيا وجهويا، ويتجلى ذلك من خلال مناصب الشغل المحدثة، والنسبة المهمة التي يمثلها في الصادرات الوطنية، وكذا تزويد السوق الداخلية الوطنية بالمنتجات البحرية. وتعتمد الجهة أساسا على الصيد الساحلي التقليدي نظرا لغياب البنيات التحتية المينائية الملائمة للصيد في أعالي البحار. ويقوم ميناء مدينة العيون بدور ريادي على المستوى الوطني، حيث يوفر كميات مهمة من الأسماك خاصة من نوع السردين، وتقدر بحوالي 285 ألف طن. ومن بين الأنشطة المهمة الأخرى التي يعرفها القطاع البحري، عملية جمع الطحالب البحرية، والتي تساهم فيه أربع شركات متواجدة بإقليم العيون، وتشغل حوالي 700 عامل، وقد وصلت كمية الطحالب البحرية المجمعة سنة 2010 مثلا إلى أكثر من 100 طن تم توجيهها نحو التصدير بالكامل بقيمة وصلت إلى 700 ألف درهم. ووصل عدد البحارة بالجهة إلى ما يناهز 8 آلاف بحار خلال سنة 2010، وهو رقم يعكس مساهمة القطاع في خلق مناصب شغل بالجهة. فلاحة في الصحراء : الممكن يحتل قطاع الفلاحة مكانة هامشية في اقتصاد الجهة، وذلك بفعل محدودية الموارد المائية وقلة الأراضي الخصبة، حيث إن حوالي 8 هكتارات فقط من المساحة صالحة للزراعة، أي 0.054% في المائة من مجموع المساحة الجهوية، في حين لا تتعدى المساحة المسقية 100 هكتار مخصصىة أساسا لإنتاج الكلأ وبعض الخضروات، وتوجد أغلب المساحة المزروعة بإقليم العيون، والتي تقدر ب 360 هكتارا. وبلغت المساحة المخصصة للزراعة العلفية بإقليم العيون حوالي 84 هكتارا سنة 2010، وقد خصصت أغلبية هذه المساحة لزراعة الفصة، حيث استحوذت على 75% من هذه المساحة، وتغلب الغابات الطبيعية على الغطاء النباتي الموجود، وتهيمن الأصناف الصحراوية من الأشجار المتوفرة لما تتميز به من المقاومة للظروف المناخية الصعبة.
الماشية ثروة تمشي تحتل تربية الماشية مكانة مهمة في الأنشطة الفلاحية، إذ تشكل أحد مصادر الدخل الرئيسية لجزء مهم من ساكنة الجهة، ويغلب عليه طابع الكسب عن طريق الترحال بالنظر إلى الظروف المناخية السائدة، ووفرة مناطق الرعي الشاسعة، ويتشكل القطيع من 517 ألف رأس، ويأتي الماعز في المرتبة الأولى ب 259 ألف رأس بنسبة 50%، من مجموع القطيع الجهوي، يليه الغنم بنسبة 32%، والابل بنسبة 17%. ولتلبية حاجيات الجهة من اللحوم الحمراء والبيضاء، لوحظ اهتمام متزايد في السنين الأخيرة بتربية الأبقار، حيث توجد بالجهة 34 وحدة لتربية الأبقار تتمركز بكاملها بالعيون، و19 مركزا لتربية الدواجن وتشكل لحوم الإبل والبقر ثلاثة أرباع حاجيات الجهة من استهلاك اللحوم الحمراء.
الصناعة عجلة تدور ضم النسيج الصناعي بالجهة خلال سنة 2008 حوالي 211 وحدة صناعية، 177 منها بإقليم العيون، مما يشكل ارتفاعا ملحوظا بنسبة 38%، مقارنة مع سنة 2004، ويبلغ عدد المستخدمين الدائمين بالقطاع الصناعي حوالي 4491 مستخدما، أما بالنسبة لرقم المعاملات الذي حققته هذه المؤسسات الصناعية، فقد سجل ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث وصل إلى 4.5 مليار درهم سنة 2008، فيما بلغ الإنتاج الصناعي ما قيمته 3.6 مليار درهم خلال نفس السنة. وعلى المستوى الاستثمارات المنجزة بالجهة فقد تجاوز غلافها المالي 169 مليون درهم، 99 % منها تمت بإقليم العيون خلال نفس الفترة، أي سنة 2008. ومن المميزات الأساسية للقطاع الصناعي بالجهة ارتباطه بميدان الصيد البحري، ويبرز ذلك وحدات للتصبير، وإحدى وعشرين وحدة للتجميد، وتسع وحدات لإنتاج دقيق وزيت السمك، وهكذا تبقى الصناعات التحويلية هي الأهم بإقليم العيون، إذ تشكل نسبة الوحدات الصناعية العاملة بهذا الصنف من الصناعات نسبة 55%، من مجموع المؤسسات الصناعية بإقليم العيون سنة 2010.
الصناعة التقليدية إنتاج وثقافة يعتبر قطاع الصناعة التقليدية أحد أهم القطاعات الإنتاجية التي تميز المنطقة، وذلك من خلال ارتباطه بالموروث الثقافي والاقتصادي والاجتماعي لساكنة المنطقة من جهة، وكذا علاقته بالنشاط السياحي من جهة أخرى. وقد تطور القطاع وأدخلت عليه تحسينات تلبية لمتطلبات السوق، وكذا للمساهمة في تسهيل تسويق المنتوج المحلي، مع الحفاظ على الطابع الأصيل لهذا المنتوج، كما أنشئت مراكز للتكوين المهني وفتحت مجمعات في وجه الصناع التقليديين، وتم تشجيع الحركة التعاونية بينهم. ومن بين الأنشطة التقليدية المزاولة، تلك التي تعتمد على المواد الأولية كالخشب والجلود والفضة والصوف والوبر.
الثروات المعدنية فوسفاط تتميز جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء بثروات معدنية مهمة، تتمثل أساسا في الفوسفاط والملح والرمال، ويتم استخراج الفوسفاط منذ اكتشافه سنة 1963 من المنجم المكشوف بوكراع، والذي يشغل حوالي 4000 شخص، ويتم تصدير الإنتاج خاصة نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبا الغربية. وتقع مناجم الفوسفاط بالأقاليم الجنوبية على بعد 50 كلم جنوب شرق مدينة العيون، وتقدر احتياطاتها بحوالي1.13 مليار متر مكعب. ويتم حاليا استخراج الفوسفاط من منجم بوكراع، ومباشرة بعد الاستخراج يتم نقل الفوسفاط إلى العيون، حيث تتم عملية الغسل بمياه البحر ثم يجفف، هذه العملية تهدف إلى الرفع من الجودة وتخفيض نسبة الرطوبة. وبلغت كمية الفوسفاط المستخرجة من هذا المنجم 2.766 مليون طن في سنة 2010، ووصل حجم المبيعات إلى 2.83 مليون طن ويشغل هذا القطاع 1760 مستخدما.
السياحة واعدة يعتبر القطاع السياحي أحد أهم الركائز التي يراهن عليها لتحقيق تنمية شاملة مستدامة بالجهة، نظرا لمؤهلاتها السياحية الهامة الطبيعية منها والمجالية، والتي تجمع بين مختلف أنواع المنتوجات السياحية الساحل والصحراء والثقافة الصحراوية والمغامرة والاستكشاف، وكذا البنية التحتية الضرورية لإنعاش القطاع المطارات، والميناء، والشبكة الطرقية، والكهرباء، والاتصالات، إضافة إلى التواجد بالقرب من قطب الجذب السياحي لجزر الكناري والأقطاب الوطنية لأكادير ومراكش، لذلك فإنه ينتظر من هذا القطاع أن يكون قاطرة للتنمية الشاملة، بالجهة إذا اقترن بمجهود استثماري كبير، مما يؤهله لكي يصبح محركا للقطاعات الأخرى كالصناعة التقليدية بالجهة. وتتوفر الجهة على عدد كبير من الأماكن التي لها أهمية سياحية تعكس الخصوصيات الجغرافية للمجال الطبيعي الصحراوي التي يمكن استثمارها كمكونات للمنتوج السياحي المحلي، ومن جهة أخرى عرفت البنية التحتية للسياحة بالإقليم تطورا مهما، فأصبح يتوفر على عدة مؤسسات سياحية. وتتشكل الطاقة الايوائية من 16 فندق مصنفا بطاقة ايوائية تبلغ 1432 سرير، و29 فندق غير مصنف، بطاقة ايوائية تبلغ 1068 سريرا، ومعظم هذه الوحدات الفندقية متواجدة بإقليم العيون.