وقع مئات المغاربة والإسبان، عريضة إلكترونية تطالب سلطات مدريد بإعادة التحقيق في مقتل شاب مغربي، يدعى، إلياس الطاهري، قبل عام، أطلقت عليه وسائل إعلام إسبانية لقب "فلويد المغربي". ولقى الطاهري (18 عاما) حتفه في مركز احتجاز القاصرين في مدينة ألميريا بجنوب شرقي إسبانيا، على أيدي 6 من عناصر الشرطة الإسبانية، وذلك "اختناقا" خلال محاولة الإمساك به وتثبيته أرضا، على طريقة مقتل الأمريكي جورج فلويد.
وجاء إطلاق العريضة عقب نشر وسائل إعلام إسبانية، أمس الأحد، بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة "إلباييس"، تسجيلا مصورا، يوثق عملية مقتل الطاهري، الذي لقبته ب"فلويد المغربي".
وأظهر الفيديو الحرّاس يُدخلون الطاهري مكبل اليدين خلف ظهره إلى غرفة محاولين ربطه إلى السرير، وقاموا بخنقه 13 دقيقة في مشهد يشبه خنق شرطة مينيابوليس لفلويد، وما لبث الضحية أن فارق الحياة، وخلص التشريح الطبي إلى أن عملية التقييد قد تكون وراء اختناقه.
وأوضحت الصحيفة أن أسرة الضحية طعنت في قرار قضائي بإغلاق الملف بعد تحقيق خلص إلى أن الحادث نتيجة موت عرضي.
وجورج فلويد هو مواطن أمريكي من أصول إفريقية قتله شرطي أمريكي أبيض، في ماي الماضي، حين جثا بركبته على رقبة فلويد لفترة طويلة فخنقه، مما أثار احتجاجات شعبية مستمرة في الولاياتالمتحدة وخارجها، تنديدا بالعنصرية.
ودعا نشطاء مغاربة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وزارة الخارجية المغربية إلى الضغط على السلطات الإسبانية، والتدخل لتحقيق العدالة، عبر استئناف محاكمة الضالعين في مقتل الطاهري.
وأعلنت مؤسسة الثقافة العربية (غير حكومية) في إسبانيا، عبر بيان، تنصيب نفسها طرفا مدنيا في القضية، بعد اطلاعها على التسجيل المصور.
وأضافت أن الضحية الشاب المغربي تعرض لمعاملة "لا إنسانية قبل وفاته اختناقا.. الأمر يتعلق بجريمة قتل عمد غذتها الكراهية والعنصرية، وليست بوفاة عرضية عنيفة، كما قضت محكمة بلدة بورشيما، في يناير الماضي".
وقضت المحكمة بأن وفاة الطاهري كانت حادثا عرضيا، واعتبرت أن محاولة تثبيته على الأرض لفترة طويلة كانت "ضرورية" لمنع "أعمال عنف أو إصابة النزيل نفسه".
ودعت "مؤسسة الثقافة العربية" محكمة ألميريا إلى "تغيير معاييرها، وإصدار حكم نموذجي في هذه الواقعة".
فيما نددت الهيئة الديمقراطية المغربية لحقوق الإنسان (غير حكومية)، في بيان، بما وصفته ب"الظلم العنصري، ووحشية الشرطة الإسبانية"، التي أودت بحياة الطاهري، وهو من مدينة تطوان.