قال السفير التركي لدى المغرب، أدهم بركان أوز، الاثنين، إن “أنقرة مستعدة للتعاون مع الرباط إذا قدّرت الأخيرة أن المؤسسات التابعة لمنظمة الكيان الموازي الإرهابية بزعامة “فتح الله غولن”، تشكل خطورة على البلاد”. جاء ذلك في لقاء صحفي مع عدد من الإعلاميين المغاربة، بالعاصمة الرباط، وأفاد أوز: “لقد أوضحنا خطورة تنظيم “غولن” الإرهابي، خصوصاً بعد تورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة، والعديد من الدول أغلقت مؤسساته، مثل الصومال، والنيجر، وغينيا الاستوائية، وبلاروسيا، حيث قدرت هذه الدول الوضع الجديد وقرّرت الإغلاق”.
وأشاد بموقف المغرب الرافض للانقلاب منذ الساعات الأولى التي تلته، وصنّفها من الدول الأولى التي أدانت الانقلاب، وأيضا بشهامة الشاب المغربي “جواد مرون” الذي قُتل برصاص الانقلابيين بمدينة إسطنبول، خلال مشاركته في مظاهرة منددة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف شهر يوليو/تموز الماضي.
كما أشاد “أوز” بالموقف البطولي لشعب بلاده، الذي خرج للشوارع وأخذ بزمام الأمور، وتمكن من توقيف مشاركين بالانقلاب، مستنتجاً أنه “في ظل الانتخابات الحرة ببلاده، فإن إرادة الشعب هي التي تحدد المستقبل”.
وأكد السفير التركي أن هناك العديد من وسائل الإعلام الغربية، التي لا تريد أن تنقل الصورة الصحيحة لما يحدث ببلاده.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة الكيان الموازي الإرهابية بزعامة “فتح الله غولن”، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.