أعلن وزير الداخلية التركي، أفكان آلا، أن عدد الموقوفين في إطار التحقيقات المتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة، لعناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، بلغ لغاية مساء اليوم الجمعة، 18 ألفاً و44 شخصاً. جاء ذلك في لقاء مع قناة "تي آر تي" الحكومية، اليوم، حيث أضاف "آلا"، أن "عدد المحبوسين بلغ 9 آلاف و677 شخصاً، في حين بلغ عدد الأشخاص الذين ألغيت جوازات سفرهم 49 ألف و211 شخصاً". وأشار الوزير التركي أن عمليات إبعاد المشتبه بإنتمائهم أو وجود صله لهم بالكيان الموازي عن وظائفهم جارية من جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية، موضحاً أنه يتم فصل الأشخاص الذين يتبين أن لهم صلة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في البلاد. وتطرق "آلا" إلى تعليقات قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، حول إبعاد عدد من ضباط الجيش في تركيا عن مهامهم، على ضوء تحقيقات النيابات العامة في المحاولة الانقلابية، ووصف الوزير التركي تصريحات المسؤول الأمريكي ب "غير الضرورية". وقال فوتيل، في منتدى أسبن الأمني، بولاية كولورادو، اليوم، إن "هناك شخصيات من مستويات عليا في القيادة، كنّا نتواصل معهم، قد باتوا خلف قضبان السجون". وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف تموز/يوليو، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولاياتالمتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.