أطل سعد الدين العثماني رئيس الحكومة على المغاربة، اليوم الخميس، عبر التلفزيون في لقاء صحفي مع القناة الأولى بخصوص مستجدات الوضعية الوبائية في المغرب دون أن يقدم إجابات شافية كافية على التساؤلات التي تحير المغاربة المحجورين في منازلهم. كرر رئيس الحكومة ثلاث كلمات خلال هذا اللقاء وهي السيناريوهات والتصور والملحمة، دون أن يقدم أرقاما أو معطيات جديدة ولا أن يكشف عن قرارات حكومية لتدبير ما هو قادم، خاصة أوننا على بعد أقل من أسبوعين عن نهاية حالة الطوارئ الصحية. العثماني وكلما تسأله الصحفية المحاورة بشأن خطة رفع حالة الطوارئ والخروج من الحجر الصحي، يؤكد أن هنالك سيناريوهات لكنه لا يقدم ولو معلومة واحدة بشأنها ثم يعود مرة أخرى ويناقض ما قاله ويصرح أنه ليس للحكومة أي تصور لما بعد نهاية الطوارئ الصحية. وبشأن التكلفة الاقتصادية التي سيكون على المملكة تحملها بسبب جائحة كورونا قال رئيس الحكومة إنه ليست هنالك دولة في العالم يمكن أن تقوم بتقييم الخسائر، واستدرك قائلا أنه فعلا بعد نهاية الأزمة ستكون هنالك صعوبات كبيرة وأكد مرة أخرى أنه ليس للحكومة حتى اللحظة تصورا نهائيا للإقلاع الاقتصادي لما بعد كورونا. كل ما استعان به العثماني هو عبارات تسويف في حديثه عن مغرب ما بعد كورونا، وظل يقول: سنجتمع، سنناقش، سنضع، سنقرر…وهو ما يطرح التساؤل من جدوى هذا الظهور الإعلامي، حتى أن أحد المعلقين على الحوار اقترح أن يحضر العثماني في مناسبة قادمة وبجانبه المسؤول عن كل قطاع فإذا كان لا يملك معطيات يمرر الكلمة للوزير المسؤول. فما الذي حمله معه رئيس الحكومة في حقيبته حين حضر لهذا اللقاء الصحفي، وهو الذي تحدث عن خصوصية مغربية في مواجهة الجائحة بتفادي 200 وفاة في اليوم، علما أن التجربة المغربية ليست استثناء فعموم القارة الإفريقية لم يتضرر من كورونا كما تضررت بقية دول العالم وخاصة أوروبا. وكأن العثماني يقول للمغاربة: “دخول الحجر الصحي ماشي بحال خروجو”، فرئيس الحكومة لم يطلع الرأي العام على أي تطور جديد ولا تصور لكيفية الخروج والعودة إلى الحياة الطبيعية، وما يزيد أمر الحكومة غرابة، هو أن الموعد المقرر لنهاية حالة الطوارئ هو 20 ماي، في حين سيقدم خطة الخروج من الحجر قبل يومين فقط أمام أعضاء مجلس النواب.