قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إن تمكين ملايين المغاربة من الاستفادة من الدعم المخصص للأسر المتضررة من جائحة فيروس "كورونا" المستجد يعدّ إنجازا كبيرا حققه المغرب، مشيرا إلى أن الأسَر التي تأخر عنها الدعم ستستفيد قريبا. وعدّ رئيس الحكومة تمكين خمسة ملايين مغربي من دعم صندوق تدبير جائحة كورونا، إلى حد الآن، بمثابة إجراء خارق، قائلا، في لقاء بثته القناة الأولى مساء الخميس: "أن تدعم هذا العدد من المواطنين في ظرف أسابيع قليلة فهذه معجزة غير مسبوقة في تاريخ المغرب". وبخصوص المأجورين الذين فقدوا عملهم بشكل مؤقت، والذين تم تعويضهم عن طريق الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، فقد بلغ عددهم إلى حد الآن، وفق الأرقام التي قدمها رئيس الحكومة، 716 شخصا، برسم شهر مارس، مبرزا أن عدد المستفيدين برسم شهر أبريل مرشح للارتفاع، إذ يجري التدقيق في مزيد من طلبات الدعم من طرف الجهات المختصة بهذه العملية. وبخصوص مصير الموسم الدراسي لهذه السنة، جدد العثماني التأكيد على استبعاد "السنة البيضاء"، معتبرا أن كل ما يروج حول احتمال هذا السيناريو "باطل ومجرد أخبار زائفة"، دون أن يحدد موعدا لإجراء اختبارات نهاية السنة الدراسية، إذ اكتفى بالقول: "كلشي غادي يدّار ليه الحلول المناسبة، وسيتم الإعلام عنها في الأيام المقبلة". واعتبر العثماني أن ما أُنجز عن طريق التعليم عن بعد "مهم جدا"، مضيفا: "وصلنا إلى نتيجة معقولة. لا أقول إن جميع التلاميذ يستفيدون من التعليم عن بعد، ولكنّ عددا كبيرا منهم يواكبون دراستهم، لأن القنوات التلفزية تصل إلى العالم القروي المغطى بالبث بنسبة 92 في المائة"، قبل أن يستدرك: "رغم ذلك فهذه العملية تكميلية". وعبر العثماني عن رفضه خيار السنة البيضاء، بعد أن أكمل التلاميذ والطلبة حوالي سبعين في المائة من المقررات الدراسية، حسب المعطيات التي قدمها، مضيفا: "هناك عدد من السيناريوهات حول كيفية تدبير الأمور إلى النهاية، وهناك فِرق تشتغل في التفكير بتشاور مع المسؤولين التربويين لإيجاد حل مكيف مع كل طرف من أطراف العملية التربوية لكي تتم السنة الدراسية بشكل عاد وفي أحسن الظروف". وفي ما يتعلق بالمغاربة العالقين في الخارج، الذين طُرحت قضيتهم في الاجتماع الحكومي الأسبوعي، اليوم الخميس، لم يحدّد العثماني أيضا أجلا لإعادتهم إلى المغرب، مكتفيا بالقول: "نحن مهتمون بوضعيتهم اهتماما كبيرا وأتابع شخصيا هذا الموضوع. ولا بد أن نصل إلى حل". وجوابا عن سؤال حول ما إن كانت الحكومة حددت موعدا لإعادة العالقين، قال العثماني إن اللجنة المعنية بهذا الملف وضعت سيناريوهات، "وبمجرد فتح الحدود ستتم إعادتهم"، وزاد: "نريد أن ننجح في هذه القضية مثلما نجحنا في قضايا أخرى، وعلينا أن نهيئ الظروف لعودتهم التي هي آتية لا ريب فيها". ويبلغ عدد المغاربة العالقين في الخارج، المصرّح بهم لدى مختلف سفارات وقنصليات المملكة 27.850 شخصا، حسب تصريح رئيس الحكومة، مبرزا أن القنصليات والسفارات أحدثت 155 مركزا وخلية أزمة لمتابعة وضعيتهم، وأن وزارة الخارجية تكفلت ب 5.700 شخص، إما لتوفير السكن أو التطبيب أو الخدمات الأخرى. من جهة ثانية، تحدث رئيس الحكومة بحذر عن التدابير المتخذة لتدبير مرحلة ما بعد أزمة جائحة كورونا، بعد أن حُدد تاريخ عشرين ماي كأجل للشروع في رفع الحجر الصحي تدريجيا، بقوله: "ليس لدي تصور معين.. هناك سيناريوهات وإمكانيات، وهناك اجتماعات مكثفة لنرى أحسن طريقة لتدبير المرحلة المقبلة، وسنعلن الإجراءات التي سيتم اتخاذها خلال الأيام المقبلة". وأضاف العثماني: "لقد نجحنا في تفادي الأسوأ، ونجونا من 200 وفاة في اليوم، وعلينا أن نستمر في مسار النجاح هذا، وأن نعي أن الخروج من الحجر الصحي أصعب، لأنه خاص ياخد الوضعية الوبائية والاحتياطات باش ما نرجعوش للور، وهذا يتطلب مزيدا من الصبر ومزيدا من الاحتياطات لنتفادى ما هو أسوأ".