تجنب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الحديث بلغة الأرقام عن التكلفة الاقتصادية لجائحة كرونا في المغرب، مكتفيا بالقول أن 62 في المائة من المقاولات متوقفة كليا أو جزيئا، بسبب ارتباطها بالتصدير، أو مبنية على على مواد أولية من الخارج، أو حركية كالسياحة والطيران. العثماني أشار خلال لقاء خاص على القناة الأولى مساء اليوم الخميس 07 ماي، أن ما بعد كورونا سيكون صعبا، كما تجنب الحديث عن تصور واضح لما بعد كورونا،حيث قال "لا يوجد لنا تصور واضح، لكن لدينا سيناريوهات، ومستقبلا ستكون هناك اجتماعات للوصول لأحسن طريقة للتعامل مع المرحلة بعد أن تمكن المغرب من تفادي الأسوء"، مضيفا أن الهاجس اليومي للحكومة هو تفادي الأسوء، بعد أن تمكن المغرب من تفادي 200 وفاة يومية "وهي أرقام مايجمعها غير الفم لو قمنا بعملية حسابية"، مما يعني أن هذا الرقم لو تحقق على أرض الواقع، لكان رقم الوفيات اليوم تجاوز 9000 وفاة، بدل الرقم 183، وهي حصيلة جد مؤلمة. وأوضح رئيس الحكومة أن هناك لجنة اقتصادية تضع استراتيجيات، بالموازاة مع جهود كل قطاع في وضع سيناريو ووضع أفكار سيتم تجميعها فيما بعد لتحديد أفضل طرق الانطلاق في مرحلة ما بعد كورونا، مشيرا أن الخروج من الحجر مرحلة مفصلية تحتاج الكثير من الحذر لأن المعركة لم تنتهي بعد.
ونوه العثماني بقدرة العديد من القطاعات على التعبئة خلال هذه الفترة الحساسة، كالقطاعات الفلاحية والغذائية، والصيد، إضافة إلى قدرة العديد من الوحدات الصناعية التأقلم مع المرحلة، بعد أن تمكن المغرب من الوصول إلى إنتاج 9 ملايين كمامة يوميا، في وقت كان الحصول على الكمامات أمرا غير متاح، وأثار تأفف عدد من المواطنين، وهو ما يعني حسب العثماني أن الانجازات تحتاج لشيء من الوقت والصبر. وفي كلمة موجهة للمغاربة، قال العثماني أن "الشعب المغربي برهن أنه عظيم، وساهم في إنجاح الملحمة التي نعيشها اليوم بمساهمة مبدعين و مبتكرين و عاملين، كل واحد يبدع بطريقته لمواكبة الجائحة" مضيفا أن المعركة مستمرة لكل من ساهم في بناء مبدع لمغرب معاصر".