دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في أول فتوى يصدرها بشأن أزمة فيروس كورونا، إلى إيقاف إقامة صلاة الجمعة وصلوات الجماعة، في أي بلد يتفشى فيه وباء كورونا، وأصبح يشكل مصدر خوف حقيقي، بناءً على التقارير الطبية الموثوقة المعتمدة من الدولة، إلى حين السيطرة على الوباء. وقال الاتحاد في بلاغ منشور في موقع الرسمي، “إن العالم يتابع بفزع كبير الانتشارَ السريعَ لفيروس “كورونا: كوفيد19″، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية وباء عالميا”، وأضاف “بما أن هذا الفيروس الوبائي الفتاك ينتقل من الأشخاص المصابين به إلى غيرهم بكل أشكال الاختلاط والتحاذي والتَّماسّ، فإن كل اللقاءات والتجمعات تصبح كلها مجالا وسببا محتملا لانتقال الفيروس والمرض والخطر في أثنائها”. وجاءت فتوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمون جوابا عن تساؤلات كثير من المسلمين في شتى أنحاء العالم، عن أدائهم لصلاة الجمعة وصلاة الجماعة بالمساجد، في هذه الظروف، وهل ذلك يبقى على ما هو عليه؟ أم يجوز التخلف عن الجماعة، أو حتى عن الجمعة؟ أو غير ذلك من الأحكام؟ وورد في نص الفتوى الذي وقعه باسمه المغربي أحمد الريسوني رئيس الاتحاد والعراقي محيي الدين القره داغي الذي يشغل منصب الأمين العام، أن الجواب على ذلك يوجد: 1. في قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]، الذي ينهى عن تعريض النفوس إلى ما فيه هلاكها، بلا ضرورة ملجئة، ويأمر بعكس ذلك، وهو الإحسان الذي يحبه الله ويرضاه لعباده. 2. وفي قوله صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، وهو نهي عام عن التسبب في أي ضرر للنفس أو الغير. 3. وفي قوله أيضا، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل من هذه الشجرةَ – يعني الثوم – فلا يقربنَّ مسجدنا). وأكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن هذه الأدلة كلها – وغيرُها – ترشد وتدل دلالة واضحة على أن إقامة صلوات الجماعة والجمعة، في ظل الاحتمال الفعلي والجدي للمخاطر المشار إليها، لا يلزم شرعا، ولا يجوز. وأوضح أن الحديث النبوي الأخير يمنع حتى صاحبَ الرائحة الكريهة من دخول المسجد، كي لا يؤْذي المصلين برائحته، فكيف بمن يمكن أن يتسبب لهم في المرض أو الموت، أو يمكن أن يجلب ذلك لنفسه؟ يضيف متسائلا في نص الفتوى.