بعدما أعربت جمهورية الصين الشعبية على تشديدها على احترام وحدة وسلامة المغرب، دون أن تبدي موقفها الرسمي من مغربية الصحراء، أكد وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، اليوم الخميس في الدوحة، دعم بلاده الثابت للدول العربية في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة، خاصة القضية الفلسطينية، مشددا على عدم السماح بتهميشها أو تبديد حلم السلام فيها، لكونها أساسية لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وجاء البيان المشترك، الذي وقعه المغرب و الصين بالموازاة مع الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى العاصمة بكين، قابلا لكل التأويلات في ما يهم نزاع الصحراء المغربية. ورغم أن البيان، الذي نشره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية المغربية لا يشير إلى نزاع الصحراء المغربية بشكل قاطع وبعبارة صريحة، غير أنه تضمن فقرة جاء فيها: "التشديد على احترام وحدة وسلامة كل بلد والتعهد بجهود الحفاظ على السلام". وجدد وزير الخارجية الصيني، في كلمته أمام الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، التأكيد على دعم بلاده لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والوقوف بجانب الدول العربية لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، وبناء حوار سياسي في سوريا واليمن وليبيا. وأكد ضرورة استمرار عملية السلام وإيجاد قوة دفع جديدة لها من خلال اندماج فلسطين في المجتمع الدولي بشكل أكبر، معلنا ترحيب الصين بمبادرة الدول ذات الصلة لعقد اجتماع دولي لدعم القضية الفلسطينية والقيام بخطة دولية جديدة لإحلال السلام، ودعم جهود الفلسطينيين في سبيل دفع الأممالمتحدة لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة وتهدئة الوضع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتحقيق التعايش السلمي بين الدولتين. وأوضح أن هذا المنتدى يعد بمثابة رسالة واضحة للعالم بأن الصين تقف إلى الجانب الفلسطيني وتحرص على التنسيق مع الجانب العربي لتسوية الخلافات عبر الحوار والدفع بالحل السلمي للخلافات السياسية، كما يعد التزاما بإيجاد قاسم مشترك بين مختلف الأطراف للحوار الشامل، مع الأخذ في الاعتبار مصالح الشعوب الأساسية في المنطقة. وأكد استعداد الصين للتعاون مع الجانب العربي للقضاء نهائيا على كل مظاهر الإرهاب المبني على التمييز العرقي والديني ومكافحته والتعاون على اقتلاعه والتصدي للأفكار المتطرفة، والتعاون مع الجانب العربي لتثبيت الاستقرار من خلال إنفاذ القانون وتدريب رجال الشرطة والتعاون في مجال أمن الإنترنت، مبرزا استعداد الصين لاستقبال ستة آلاف منحة تدريبية و ستة آلاف منحة دراسية ودعوة ستين شخصية دينية عربية للصين في إطار التعاون المشترك بين الجانبين. تجدر الإشارة إلى أن النزاع بخصوص ما يسمى "الصحراء الغربية"، هو في الأصل نزاع مفتعل مفروض على المغرب من طرف الجزائر التي تمول وتأوي جبهة "البوليساريو" على أراضيها بتندوف. وتطالب "البوليساريو"، المدعومة من طرف السلطات الجزائرية، بخلق دولة وهمية بالمغرب العربي. وهذه الوضعية تعرقل جميع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.