تبنى الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني -العربي "مخطط العمل 2018 -2020" و"إعلان بكين" اللذين يؤكدان التزام الصين والدول العربية بإقامة شراكة استراتيجية للتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المستقبل بين الجانبين. ونوه المنتدى، الذي أنهى أشغاله أمس الثلاثاء بمشاركة وفد مغربي ترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد ناصر بوريطة، بمبادرة "الحزام والطريق"، التي شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على كونها تشكل فرصة واعدة في مجال التعاون متبادل المنافع. وأكد إعلان بكين، الصادر عقب المنتدى، على ضرورة مواصلة التعاون والتشاور وترسيخ النفع المتبادل، خصوصا في إطار التعاون الصيني العربي الهادف لإقامة الحزام والطريق وتوسيع مجالات التعاون في خدمة المصالح المشتركة للطرفين. كما أكد الإعلان على أهمية تعزيز العلاقات الصينية العربية على مستوى الشراكة الاستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المستقبل، خصوصا عبر الاستعمال السلمي للطاقة النووية والطاقات المتجددة، بما يمكن من بلوغ أهداف التنمية المستدامة. ودعا الإعلان إلى مواصلة التنسيق العربي الصيني لدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وجدد على ضرورة حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، والالتزام بتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين وفق القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. ودعا الجانبان إلى إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، قائم على حق العودة، وفق قرارات الأممالمتحدة ومبادرة السلام العربية. وأكدا أن سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدس الشرقية "غير قانونية وغير شرعية وفقا للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة وتعرض حل الدولتين للخطر وتقوض إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا. وشدد الجانبان على ضرورة مطالبة جميع الدول بالالتزام بقراري مجلس الأمن الدولي (476) و (478)، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن عدم نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى مدينة القدس، والتأكيد على رفض قرار الولاياتالمتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. واعتبرا قيام الولاياتالمتحدة بنقل سفارتها إلى القدس "سابقة خطيرة تخرق الإجماع الدولي حول المدينةالمحتلة وتشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا وسلامة أراضيها وضرورة تكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة، بما يحقق طموحات الشعب السوري ويحفظ وحدته. وأهابا بالدول المانحة الوفاء بتعهداتها لدعم الوضع الإنساني في سوريا. وأدان الطرفان الأعمال والجماعات الإرهابية ودعيا إلى العمل على مكافحة الإرهاب وقطع مصادر تمويله ورفض ربط الإرهاب بأي عرق أو دين أو بلد وتعزيز الحوار بين الحضارات والشعوب والأديان، مؤكدين دعم كل الجهود الرامية لمنع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى وجدد الوزراء دعمهم للاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات ورفض التدخل العسكري والدعوة إلى تقديم الدعم للمجلس الانتقالي الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي. كما شدد وزراء خارجية الدول العربية والصين على ضرورة مواصلة المناقشات بشأن إنشاء المركز العربي -الصيني لمكافحة التصحر في المملكة المغربية، ورحبوا باستضافة المغرب للدورة القادمة للإعلام وكذا الدورة الثانية لملتقى المدن الصينية العربية خلال 2018. وتجدر الإشارة إلى أن منتدى التعاون العربي -الصيني أنشئ سنة 2004، بهدف تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي، من أجل خدمة أهداف التنمية المشتركة في العديد من المجالات وتعميق الصداقة الصينية العربية التقليدية، وبناء منصة للحوار بغية تبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.