قالت مصادر جد مطلعة ل "الأيام 24" إن ضباطا مغاربة تابعين للاستخبارات المغربية وللمكتب المركزي للشرطة العلمية والتقنية يشاركون في التحقيقات التي تجريها السلطات الأمنية الفرنسية لحل لغز تفجيرات باريس الإرهابية التي شهدتها ستة نقط متفرقة بعاصمة الأنوار ليلة الجمعة الماضي. وزادت مصادرنا أن باريس استنجدت بالرباط نظرا للخبرة الكبيرة التي راكمها المغرب في البحث والتحري في قضايا الإرهاب المتعلقة بتفجير الذات، وكانت السلطات المغربية قد فككت في ظرف قياسي لغز تفجيرات الدارالبيضاء سنة 2003 وتابعت كل من كانت له صلة من بعيد أو قريب بالانتحاريين 14 الذين نفذوا الهجمات الإرهابية في أربع مواقع بالعاصمة الاقتصادية للمملكة حينها.
وأضافت ذات المصادر أن الرباط تمكنت من تفكيك لغز تفجيرات حي الفرح وتفجير السبير بحي سيدي مومن كما تفجير شارع مولاي يوسف الذي قاما به الأخوان "مها" في ظرف قياسي، واستطاعت الاستخبارات المغربية عقب تفجير "عبد الفتاح الرايضي" لنفسه في محل أنترنيت بحي سيدي مومن من التوصل إلى منزل كان يحوي أطنانا من الديناميت ومتفجرات "تي إن تي" والتي كانت ستحول البيضاء في حال نجاح مخطط الإرهابيين إلى حمام كبير من الدم، وتمكن خبراء الشرطة العلمية والتقنية حينها من إبطال مفعول الباب المفخخ وحمل المتفجرات إلى مكان آمن.
وأكدت مصادرنا الأمنية أن الضباط والمحققين المغاربة في قضايا الإرهاب وكذلك عناصر الشرطة العلمية والتقنية المتمرسين الملتحقين بباريس مشهود لهم دوليا بالكفاءة والقدرة على التدخل لحل القضايا المستعصية المتعلقة بالإرهاب، ومن المنتظر أن يساهم الضباط المغاربة في حل لغز تفجيرات باريس إذ أن فرنسا تجد نفسها لأول مرة أمام تفجيرات مرتبطة بالانتحار بتفجير أحزمة ناسفة مما وضع باريس في موقف صعب يستوجب التعاون مع دول لها خبرة في التعامل مع هذه الحالات تقول مصادرنا.
وتواجه فرنسا انتقادات واسعة بسبب تدبيرها لملف المتطرفين في البلاد إذ عاب العديد من المتتبعين تعامل باريس مع ملف الإرهاب، إذ كيف يسمح لمتطرفين معروفين بتوجهاتهم المتشددة بالتحرك بكل حرية دون رقيب؟ يتساءل العديد من المراقبين الذين دعوا باريس إلى تحيين معلوماتها والبيانات المتعلقة بالإرهابيين خصوصا وأن العديد منهم سبق له أن زار بؤر التوثر في ليبيا والعراق وسوريا ورغم ذلك لا تترصده الاستخبارات الفرنسية مما يجعل أغلب المتشددين الشباب قادرين على هز البلاد في أي لحظة، تعلق مصادرنا وتزيد تذكيرا أن المغرب أضحى مرجعا يحتدى به على المستوى العالمي في تدبير ملف التطرف وتعقب الإرهابيين المتشددين وفتح فضاء للمراجعات الفكرية للراغبين في الاعتدال منهم.