أكد محمد الكتاني الرئيس المدير العام لمجموعة "التجاري وفا بنك"، اليوم الخميس بالدار البيضاء، أن تحقيق إقلاع اقتصادي بالقارة الإفريقية يتطلب الانخراط في إصلاحات ومبادرات تتعلق بتحرير الطاقات. وفي هذا السياق، أبرز الكتاني في كلمة خلال افتتاح الدورة الرابعة للمنتدى الدولي إفريقيا والتنمية، أهمية الاستثمار في الرأسمال البشري، وتأهيل النظام التربوي بشكل يستجيب لعالم المقاولة، علاوة على مواصلة الجهود في مجال الحكامة. وتطرق الكتاني أيضا إلى أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل وضع إطار ملائم لتطوير البنيات التحتية، وكذا تشجيع الادخار من خلال إصلاح سوق الرساميل. وفي سياق متصل، اعتبر الكتاني أن توسيع مجال كهربة مختلف مناطق القارة الإفريقية يشكل رهانا أساسيا، مشيرا إلى أن حوالي 600 مليون إفريقي لم يلجوا بعد لشبكة الطاقة الكهربائية. وأشار أيضا إلى أن معدل الولوج للكهرباء بالنسبة لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء لا يتعدى في أحسن الأحوال 20 بالمائة. وفي معرض تطرقه لأهمية هذا المنتدى ، أوضح الكتاني أن هذا اللقاء الإفريقي، الذي يروم تسليط الضوء على أصناف المشاريع الاستثمارية بالقارة، يشكل أرضية حقيقية للفاعلين الاقتصاديين الأفارقة لمناقشة التحديات التي تواجهها القارة السمراء. وأبرز أن تنمية إفريقيا يمر بالضرورة عبر تعزيز التعاون جنوب-جنوب الذي يشكل محورا استراتيجيا من أجل تطوير الشراكات ما بين القطاعين العام والخاص من خلال اعتماد سياسة ناجعة للاندماج الجهوي للقارة الإفريقية. ومن جهتها، اعتبرت زهرة معافري مديرة المركز المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب- تصدير) أن هذا المنتدى أصبح موعدا سنويا لا محيد عنه لإضفاء دينامية على الشراكة بين القطاعين العام والخاص و للقاء رجال الأعمال الأفارقة. وقالت إن المغرب يضع تجربته المهمة التي راكمها في مجال الكهربة والفلاحة رهن إشارة الدول الإفريقية، مضيفة أن محطة "نور" بمدينة ورزازات، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤخرا، تشكل نموذجا رائدا في العالم في مجال الطاقات المتجددة. وأبرزت السيدة معافري ، أن هذا المنتدى الإفريقي يندرج ضمن التوجهات الملكية المتعلقة بتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية من خلال العمل على إرساء شراكة تكاملية بالقارة السمراء التي تعد أرضية تنافسية على أساس رابح-رابح . ويسعى هذا المنتدى، الذي يشارك فيه أزيد من 1200 فاعلا اقتصاديا ومؤسساتيا في القارة السمراء والقارات الأخرى من 20 دولة إفريقية، إلى النهوض بالاستثمارات وتعزيز التعاون جنوب-جنوب. ويتميز هذا اللقاء بتنظيم لقاءات عمل بين أصحاب القرار والمستثمرين الاقتصاديين، علاوة على ورشات عمل يشرف على تنشيطها خبراء ومتدخلون مرموقون تتطرق إلى الإشكاليات ذات الصلة بالتنمية بإفريقيا، من قبيل "القطاع الزراعي ، من نشاط معاشي إلى محرك تنموي للاقتصاد والمقاولات" و"ريادة الأعمال في إفريقيا، تحرير الطاقات" و"أي نموذج للتزود بالكهرباء في القارة الإفريقية". وعلى هامش المنتدى تنظم مؤسسة "التجاري وفا بنك" بفضاء " أكتيا" بشراكة مع متحف "تسكوين" بمراكش معرضا فنيا بعنوان "فنون عبر الصحراء، فن العيش" يصور الفنون التقليدية المتعلقة بخيام الرحل والمساكن في الفضاءات الصحراوية من جنوب المغرب إلى ضفاف النيجر. ويسعى هذا المعرض إلى التركيز على الانتماء لنفس المجتمع الثقافي والذي يحفل بتاريخ عريق من الهجرات البشرية والعلاقات التجارية والثقافية.