منح القاضي المكلف بملف جريمة قتل البرلماني والقيادي السابق في حزب الاتحاد الدستوري، عبد اللطيف مرداس، بمحكمة الاستيناف بالدار البيضاء، المتهمين الأربعة في القضية، الكلمة الأخيرة قبل رفع الجلسة للمداولة والنطق بالحكم. وقد راوحت كلمات المتهمين الأخيرة بين الصمت والصراخ والبكاء والرجاء. فآخر كلمة قالها الشاب حمزة مقبول، ابن أخت المتهم الرئيسي هشام المشتري، والذي اعترف بأنه هو من كان يسوق سيارة "داسيا" لحظة إطلاق خاله النار على مرداس، هي: "أنا الحاجة الوحيدة للي ندمت عليها هي أنني ماقدرتش نقول للبوليس من الأول بأن خالي هو للي قتل مرداس"، وقد اختلط كلامه بالبكاء. أما المتهم الرئيسي، هشام المشتري، فتسلح بشجاعة لم تكن منتظرة منه، حيث لم يطلب من المحكمة الرحمة أو البراءة أو التخفيف في حكمها، بل لم يتحدث إطلاقا عن نفسه، بقدر ما أراد "تغريق الشقف" لأخته ولإبن أخته حمزة مقبول الذي يتابع دراسته بالسنة الأولى بالجامعة، حيث قال المشتري: "ماشي أنا للي امّي مشات لتركيا وفتحت لي لي كونط في البنك" في إشارة إلى أن أخته أم حمزة، سافا إلى تركيا لفتح حساب بنكي لإبنها حتى يستقر هناك بعد تنفيذ الجريمة. وفيما امتنعت وفاء، زوجة الضحية عبد اللطيف مرداس، عن الكلام، مكتفية بترديد عبارة "ما عندي ما نقول"، التمست الشوافة الرحمة من المحكمة داعية منها أن تراعي تقدمها في العمر، حيث قالت: "كنطلب منكم ترحموني رأني مرا كبيرة.. وأنا ماكنتش عارفة حتى حاجة على الجريمة". بعدها رفع القاضي الجلسة، حيث ينتظر أن يتم النطق بالحكم بعد قليل.