افتتح الشريط القصير للمخرج الفرنسي لادج لي "البؤساء"، مساء أمس الثلاثاء، عروض المسابقة الرسمية بمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة. وينقل الشريط المشاهدين إلى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، حيث يسلط الضوء على أعمال العنف التي يرتكبها بعض أفراد الشرطة، ليندد بالعديد من الانحرافات والتوترات التي تطبع الحياة بين المواطنين وقوات الأمن بالأحياء، ليلقي في النهاية المزيد من الأسئلة حول الإشكاليات التي تعيشها الضواحي في الوقت الراهن. ويقدم الشريط، على مدى 15 دقيقة، عمل فريق أمني مكلف بمحاربة الجريمة خلال يوم مطبوع بالعنف، حيث يتعلم الشرطي "بينطو" الذي انضم حديثا للفريق، الشيء الكثير من اثنين من زملائه من ذوي التجربة في الممارسات الخبيثة لفرقة مكافحة الجريمة. لكن خلال عملية مداهمة، يقوم أحد شباب الحي بتصويرهم، حين تسير الأمور بشكل سيء، مما ينذر بأزمة وشيكة مع سكان الحي. وقال المخرج لادج لي، في على هامش عرض فيلمه بطنجة "لقد استوحيت فكرة الفيلم من أحداث الشغب التي عاشتها ضواحي باريس عام 2005. على مدى سنوات اكتفيت بمشاهدة أوضاع الحي حيث أقطن، لكن ذات يوم قمت بالتقاط شريط يوثق لخروقات الشرطة، ما قاد لفتح تحقيق من قبل المفتشية العامة للشرطة الفرنسية". وأضاف أن "زلات الشرطة غالبا ما تحدث بالضواحي، حيث مات المراهقان زيد بنة و بونا طراوري، وذلك عام 2005، ومؤخرا أيضا هناك قضية ثيو بأولناي – سو – بوا". وجرى تصوير الفيلم بمنطقة كليشي – سو – بوا و موتفيرميل، وهي الضاحية التي ترعرع فيها المخرج الفرنسي الشاب الذي ينحدر من أصول مالية. وقال لادج لي إنه "من المهم بالنسبة لنا أن أصور أفلاما بهذه المنطقة، نقطة اندلاع أحداث الشغب، وهي المنطقة التي أصبحت رمزا لكل الأحياء الصعبة بفرنسا". وأضاف أنه ينوي مستقبلا تحويل الشريط القصير "البؤساء" إلى فيلم طويل، والذي سيعمل على أن يكون اقتباسا حرا من الرواية الشهيرة للأديب فيكتور هوغو، والتي تحمل الاسم ذاته، موضحا أن فريق العمل "بصدد كتابة الفيلم الذي سيحمل ذات الاسم". وأنتج هذا الفيلم من قبل شركة "فيلم دو وورسو"، وقام ببطولته كل من داميان بونارد وجبريل زونغا وأليكسيس مانينتي وأمارة لي. بالإضافة إلى شريط "البؤساء"، يشارك 54 فيلما قصيرا آخر، من بينها خمسة أفلام مغربية، في المسابقة الرسمية للمهرجان.