لا أعرف لماذا حاصرتني بالأمس صورة سيليا؟ تذكرت الصورة والصوت والعائلة.. هل لأنني قرأت وأعدت قراءة قصيدة شقيقتها نوال الزياني، التي هي بالمناسبة عضوة نشيطة في جمعية ثويزا بطنجة التي كنت قد ساهمت في تأسيسها، وعضوة أيضا في مؤسسة مهرجان ثويزا الذي كنت رئيسا لها إلى عهد قريب. لقد تمالكني الحزن وغمرتني المشاعر الانسانية العميقة وأنا أقرأ قصيدة أخت سيليا "سلام سيليا". تذكرت سيليا التي تابعت أغانيها الملتزمة والعاطفية على خشبة مسرح بوكماخ بطنجة خلال احتفاء جمعية ثويزا بالسنة الأمازيغية لهذه السنة… كانت الاحتجاجات في أوجها بالحسيمة، فصدحت القاعة التي كانت مملوءة عن آخرها بترديد الشباب والشابات لأغنيتها الناجحة عن المرحوم محسن فكري. لماذا تذكرت سيليا البارحة بهذا الحضور المكثف للصور، هل لأنها طفلة وديعة، أم لأنها فتاة صغيرة بين أيدي المحققين بالدارالبيضاء؟…أم ..أم؟ لا أعرف ماذا فعلت سيليا؟ كل ما أعرف عنها أنها صوت جميل، شابة عاشقة للحرية، تمردت على تقاليد الريف القديمة، فسافرت حيث تشاء، تنقلت بين مدن الوطن، عاشقة للغناء والكلمة الهادفة باللغتين الرسميتين لبلادنا، غنت بالأمازيغية من تراثنا الخالد، وبالعربية ( وكم كانت رائعة في حفل ثويزا في السنة الأمازيغية الجديدة لما غنت بصوتها الدافيء لفيروز أغنية " لما بدا يتثنى" وإلى جانبها الرفيق عبد الحق أحد مؤسسي المجموعة الخالدة تواتون. ربما يتساءل الكثير من متتبعي صفحتي لماذا أكتب عن سيليا؟ وأنا بدوري أتساءل لماذا أكتب عن سيليا، وليس عن العشرات من المعتقلين الآخرين رغم العلاقة الشخصية التي تربطني ببعضهم، بمن فيهم معتقلين شباب من مجموعة أكراف شاركوا بدورهم في الاحتفال المذكور لجمعية ثويزا بطنجة. شباب يسكنهم هم الإبداع، شباب منفتح ويناضل من أجل قيم الحرية والكرامة، شباب ضد بعض الانزلاقات التي سقطت فيها بعض قيادات الاحتجاج. دعوني أحاكي محمود درويش بهذه الأبيات التي يتوجه بها باسمنا جميعا إلى سيليا: آه .. سيليا بيننا مليون عصفور وصورة ومواعيد كثيرة أطلقتْ ناراً عليها.. بندقيّةْ إسمُ سيليا كان عيداً في فمي جسم سيليا كان عرساً في دمي وأنا ضعت بسيليا .. سنتينِ إليكم رابط مشاركة سيليا قبل أشهر قليلة بطنجة في احتفالية السنة الأمازيغية الجديدة، حيث صدحت بأنغام الحرية والحياة والأمل