سليمة الزياني، الشابة ذات العشرين من عمرها، شغفت بالفن منذ طفولتها، تمردت على العادات البالية، وتحدت المجتمع الذكوري لتلج مجال الغناء من أوسع أبوابه. سليمة تعشق الفن المسرحي والغناء، شعارها الحرية. كانت الإرادة سلاحها لتحقيق حلم النجومية، في حوار لها مع ريف توداي، تتحدث لنا الفنانة سليمة الزياني المعروفة بسليمة "ثانيرت" عن مسيرتها الغنائية، وعن التحديات التي يواجهها الفنان الأمازيغي في منطقة الريف، سواء كان رجلا أو امرأة. ريف توداي: متى ولجت سليمة مجال الفن؟ الفنانة سليمة: بدأت بوادر اهتماماتي بالغناء والمسرح منذ طفولتي، كنت ألعب الكراكز وأغني كثيرا، سجلت أول كورالي لي مع الفنان عزيز أمرداس، في الثانية عشر من عمري، وشجعني كثيرا على المواصلة. ريف توداي: كيف شغفت بالفن؟ الفنانة سليمة: الشغف بأي نوع من الابداع لا يكون إلا لأسباب متعددة، أنا عشقت الغناء، لأن هذا اللون الفني يساعدني على قول أشياء كثيرة، فحين أغني فأنا أتحدث عن أحلامي، متطلعاتي، حين أغني فأنا أتنفس الحب، أتنفس الحرية، أعبر عن أحلام الانسان. وأحاول أن أكسر الصورة النمطية التي تعتبر أن الفتاة التي تلج مجال الفن، كيفما كان تخنق قيمها، وتقضي على حضارتنا، لأن الكبت هو الذي سيخنقنا، هو الذي سيلقي بأحلامنا في البحر. ريف توداي: ما هي أهم التجارب الغنائية التي كان لها دور في صقل موهبتك؟ الفنانة سليمة: كان لتجربتي مع فرقة أكراف أهم دور في صقل موهبتي الغنائية، ففي هذه المجموعة عرفت معنى العمل الجماعي في مجال الموسيقى، معها عرفت أن الموسيقى تعني أشياء كثيرة، وأن الرسالة الأولى التي يجب أن تقدمها للانسان، هي النضال من أجل الحرية. تضيف: ولا أنسى مشاركتي في مسابقة "ثويزا" وتأهلي لنهائيات المسابقة. ريف توداي: كيف كانت تجربتك مع مجموعة أكراف؟ الفنانة سليمة: كان لتجربتي الغنائية مع مجموعة أكراف كما ذكرت سابقا الدور الفعال في صقل موهبتي، فالفنان ناصر الوعزيزي "رئيس فرقة أكراف" هو الذي علمني كيف أغني، فرقة أكراف هي مدرسة بالنسبة لي. ريف تودي: كيف كسرت سليمة قيود المجتمع وولجت الغناء بجرأة؟ الفنانة سليمة: وضعت الهدف أمامي، واعتبرت تحقيقه واجبا، تحديت كل العوائق، وآمنت بشدة أن الفنان هو الذي يرتقي بأخلاقه، وأن الفن هو الذي يغذي الروح، ويرتقي بالثقافة، أردت دائما أن أزيح تلك الصورة النمطية عن"أمذياز" بالريف باعتباره شخصا دون المستوى، فلولا امذيازن لما احنفظنا بموروث ثقافي ضخم، فلولا امذيازن لما حفظنا "ازران". ريف توداي: لماذا لا تحضر المرأة بكثرة في الساحة الفنية بالريف؟ هل هو نقص في المواهب؟ الفنانة سليمة: لقد كان ولوج المرأة لعدة مجالات متأخر، لأن القيود التي يفرضها المجتمع باسم التقاليد والعادات أحيانا، أو باسم الدين أحيانا أخرى، فالمرأة في الوسط الريفي، يجب أن تبقى في المنزل حتى يقال أنها ذات شرف، يجب أن تحصر أحلامها في الظفر بزوج. لكن هذه ليست حياة إنسانية، إن شروط الحياة الحقيقية ليست الأكل والشرب وتنفس الهواء، شروط الحياة هي أن تتنفس الحرية، أن يبني الانسان ذانه، ويعبر عن متطلعاته وأحلامه، ولا يقتل ملكة الإبداع داخله. فالابداع هو الذي يصنع الانسان، ويخلق الحضارة. ريف توداي: هل تفكرين في الغناء مع فرقة موسيقية ما؟ أم أنك تفكرين في تأسيس مجموعة خاصة؟ الفنانة سليمة: أكيد أن أحلام الفنان لا تقف عند حد ما، أنا أفكر في تأسيس فرقة خاصة، فرقة "ثانيرت" هي حلمي، لكن فكرة الغناء مع فرقة موسيقية أقبلها بصدر رحب، وأكيد أن العمل مع فرقة بدأت مسيرتها الفنية قبلي سيكون لها أثر إيجابي في صقل موهبتي، واكتشاف الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الفنان حين يوجه رسالته. ريف توداي: رأينا وجه سليمة في أدوار مسرحية، كيف تستطيعين التوفيق بين موهبة الغناء والتمثيل في لحظة واحدة؟ الفنانة سليمة: الغناء إبداع، والمسرح كذلك، والابداع لا يمكن أن يقف في وجه الابداع، بل بالعكس فهذا المزج بين مختلف الفنون يعطي للفنان قوة أكثر، وتجارب أكثر تساعده على إيصال أفكاره بمختلف الوسائل. ريف توداي: نعود إلى مجال الغناء، هناك من انتقد بشدة تأهل فرقة "ثانيرت" إلى نهائيات مسابقة "ثويزا" ماذا تردون؟ الفنانة سليمة: الانتقاد يولد التطور، نحن نرحب بجميع الانتقادات البناءة من طرف الجمهور، وتأهلنا لنهائيات مسابقة ثويزا هو تأهل للفرقة الموسيقية الريفية الصاعدة عامة، لوحدة رسالتنا، وهي أن يصل الصوت الأمازيغي إلى العالم. ريف توداي: ما هي الفرق الغنائية التي تأثرت بها الفنانة سليمة؟ الفنانة سليمة: أستمع إلى كل الألوان الغنائية الملتزمة والهادفة، وقد تأثرت كثيرا بتجربة فنانين كبار استطاعوا أن يوصلوا للعالم صوتهم، وضمير الشعب الأمازيغي، ويتسنى لي الذكر: الكبار: خالد إيزري، وليد ميمون، قوسميت، إثران، ثرذين، إيذير. والفرق الغنائية الريفية الصاعدة: أكراف، أناروز، تفيور، سيفاكس، والفنان أمين خطابي. ريف توداي: ما هي المشاكل والاكراهات التي يواجهها الفنان الأمازيغي بمنطقة الريف؟ الفنانة سليمة: التهميش أول المشاكل، فالمهرجانات التي تقام بالحسيمة تشجع الفنان الأجنبي، ولا يحضى الفنان الأمازيغي إلا بحيز ضيق للمشاركة في هذه المهرجانات. وللإشارة أنا لست ضد استضافة فنانين أجانب، لكن يجب أن لا يحدث ذلك وأبناء المنطقة من الفنانين مهمشين، لأن الموسيقة هي لغة الحوار بين الثقافات. والمشكل الثاني هو غياب الدعم من وزارة الشباب، ووزارة الثقافة. ريف توداي: آخر كلمة تودين قولها: الفنانة سليمة: الفن هو أخلاق قبل كل شيء. ريف توداي: شكرا على تواصلك معنا، ومسيرة موفقة نتمناها لك.