تترقب السلطات الإسرائيليّة الجمعة أن تُعلِمها حركة حماس بأسماء الرهائن الثلاثة الذين تنوي الإفراج عنهم السبت مقابل معتقلين فلسطينيّين، وذلك بعد تبادل تهديدات بين الجانبين أثارت مخاوف من تجدّد القتال. ويؤشّر موقف حماس إلى إجراء عملية تبادل جديدة السبت لرهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة وفلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية. جاء ذلك فيما أفادت قناة "إكسترا نيوز" الإخبارية المصرية، بأن مصر وقطر نجحتا في "تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة" التي أوقفت حربا مدمّرة بين إسرائيل وحركة حماس استمرّت حوالى 15 شهرا في قطاع غزة. وبات الاتفاق على المحك الثلاثاء بعدما توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحركة الفلسطينية ب"فتح أبواب الجحيم" ما لم تُفرج بحلول السبت عن "جميع الرهائن" الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة. ومن جهة أخرى أشارت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الخميس إلى أنه من الممكن تجنب أزمة تهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على الرغم من حالة الغموض بشأن عدد الرهائن المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت والخلافات حول وصول المساعدات إلى القطاع. وقالت حماس إنها لا ترغب في انهيار الاتفاق، إلا أنها رفضت ما سمته "لغة التهديد والوعيد" من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال نتنياهو وترامب إن وقف إطلاق النار سينتهي إذا لم يُطلق سراح الرهائن. وذكرت الحركة في بيان "تؤكد حماس الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد". ويزور وفد من الحركة بقيادة رئيس حماس في غزة خليل الحية القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين، وتقول الحركة إن الوسطاء المصريين والقطريين أكدوا أيضا مواصلة الجهود "لإزالة العقبات وسد الثغرات". وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر في وقت لاحق للصحفيين إنه يتعين على حماس إطلاق سراح ثلاثة رهائن – أحياء – يوم السبت حتى يستمر سريان اتفاق وقف إطلاق النار. واتهمت حماس إسرائيل هذا الأسبوع بعدم احترام شروط الاتفاق التي تدعو إلى زيادة كبيرة في تسليم المساعدات، وقالت إنها لن تسلم إسرائيل الرهائن الثلاث المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت إذا لم يتم حل الأزمة. واتهمت إسرائيل حماس أيضا بانتهاك الاتفاق، بما في ذلك مساء يوم الخميس عندما قال الجيش الإسرائيلي إن حماس أطلقت صاروخا من غزة وسقط داخل القطاع. وقال الجيش إنه ضرب منصة الإطلاق في وقت لاحق. وقال مصدر في جهاز الشرطة الذي تديره حماس إن الصاروخ كان ذخيرة إسرائيلية غير منفجرة اشتعلت وانطلقت في الهواء أثناء إبعادها عن منطقة سكنية. وبعد إعلان حماس تعليق تسليم الرهائن، أمر نتنياهو باستدعاء جنود الاحتياط وهدد باستئناف العمليات القتالية التي توقفت منذ ما يقرب من شهر ما لم تتم إعادة الرهائن. وقال الوزير الإسرائيلي آفي ديختر، عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر، للإذاعة الإسرائيلية يوم الخميس إنه لا يعتقد أن حماس تستطيع الانسحاب من الاتفاق. وأضاف "هناك اتفاق، ولن يتمكنوا من الإخلال بأي شيء في الاتفاق. ولا أعتقد أن حماس يمكن أن تتصرف بطريقة أخرى". وقالت مصادر أمنية مصرية لرويترز إنها تتوقع دخول معدات بناء ثقيلة يوم الخميس وإذا حدث ذلك فإن حماس ستفرج عن الرهائن يوم السبت. ويهدد المأزق الحالي بين إسرائيل وحماس بتأجيج الصراع الذي دمر غزة ودفع الشرق الأوسط إلى شفا حرب إقليمية. ويعمل المسؤولون المصريون والقطريون على تجنب انهيار الاتفاق، وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة إن الجانبين اتفقا على المضي قدما في وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين.