يقول الناقمون والحاقدون بأفول اليسار وموته. وقد خرج علينا حسن طارق يسائلنا عن ما بعد 7 اكتوبر ومستقبل اليسار في المغرب. ألم تنتبهوا إلى زعيم اليسار، صاحب الخط الثالث بلافريج وهو يثور على الطقوس المرعية مرتديا طربوش الحركة الوطنية، ها هو يبعث الروح في اليسار والحركة الوطنية في آن، ومن أعلى. زعيم واحد استطاع الانقلاب على الطقوس المرعية هو ادريس لشكر، فيوم تنصيبه وزيرا للعلاقات مع البرلمان في الزمن بدل الميت من حكومة عباس الفاسي، تحدى الجميع وانتعل حذاء أبيض مع الجلباب، زاهدا في بلغة المخزن الصفراء. ادريس وعمر سليلا مدرسة واحدة ترمي الى التغيير التدريجي في بنية النظام السياسي، من داخل المؤسسات بشكل تدريجي، فقط يختلفان في نقطة الانطلاق أما نقطة الوصول فيعرفانها. ومع ذلك يمكن المجازفة بالقول إن ادريس "قاعدي" (من رجليه) رغم أنه أكبر واحد سلخ القاعديين يامات "سلسلة الموطور" في المؤتر 16 للاتحاد الوطني للقوات الشعبية. ادريس بدأ من الرجلين ل"يكبل المخزن الرجعي"، وعمر يبدأ من الرأس ل"عقلنته". الاختلاف لا يرقى إلى تشتيت اليسار، فهو ليس فكريا ولا نظريا، بل في أقصر طريق للوصول! ولا بأس من تغيير الرداء إذا اقتضت المصلحة ذلك. ادريس بدأ من الرجلين لذلك صعد الى القواعد الاتحادية بجماعة فيفي التي ربحها بالإجماعى (الجماعة الوحيدة التي يقودها الاتحاد الاشتراكي). وعمر بدأ من الرأس لذلك نزل من حي علية القوم بأكدال إلى شارع محمد الخامس. نحن اليسار الوطني نختار أين ننجح، عمر في اكدال حيث البعثة الفرنسية وادريس في فيفي حيث الجمال والطبيعة والعشبة لكن المبتغى واحد. إنه توجه جديد في اليسار المغربي، بعد النضال الديمقراطي، والعنف الطلابي، ومواجهة النظام، والمنجل والمطرقة، ولنخدم الشعب، وقيادة في الداخل وأخرى في الخارج وأصحاب لفقيه، وتيار بنسعيد، والانشقاقات والصراعات ووو. اجترحنا خطا جديدا للنضال إنه "الرموز الوطنية": الطربوش والصباط. لم يستوعب أحد هذا التغيير، أيها اليمينيون، أيها الاسلاميون، أيها التحكم خذوا المدن والجهات، خذوا الجماعات، خذوا الحكومة والوزارات نحن سنقوم بثورتنا ونتحدى المخزن ونبين أنكم جميعا خط واحد ولوحدنا خط ثان و ثالث ورابع.. نحن نمتلك قرارنا السياسي ولا ننضبط للمخزن لذلك نغطي الجسم السياسي الضخم والنحيف، من الرأس المغطى بطربوش محمد الخامس، إلى أخمص القدمين الملفوفين في صباط القوات الشعبية. تستغربون لماذا لا اثر لليسار ولا نأمة له وسط هذه الجلبة، عبد الاله والياس يعقدون التجمعات ويجيشون الناس بالمئات اما نحن اليسار فعلى قلتنا اخترنا نضال التميز. التغيير لا يكون بسن قوانين وتشريعات جديدة وصراعات من أجل تعديل ضريبي وتقنين امتيازات الصيد في أعالي البحار. التغيير يكون في رمزي، فمن لم يغير طربوشه وحذاءه، لن يغير واقعه. هل تفهمون قيمة الرأسمال الرمزي؟!