لطالما استهوت أغاني الفنانة المغربية الملتزمة سعيدة فكري ومقطوعاتها الجريئة الشباب الطموح، ولطالما كانت ملهمة آلاف المثقفين الحاملين للفكر الثوري والإصلاحي على كل ما يعرفه المجتمع من مظاهر المرض والفساد على مختلف الأصعدة، كل ذلك جعل اسمها يسطع في سماء الأغنية المغربية لتعرف انتشارا واسعا رغم تغييبها بشكل مبهم عن المهرجانات المغربية. أما المهتمون بمجال الفن والموسيقى في المغرب، فيرون في تجربتها بعضاً من «ثورة» ناس الغيوان، وشيئاً من «بحّة» نعيمة سميح و«قوة» لمشاهب و«حزن» محمد الحياني. تغنت سعيدة فكري بالحب والسلام وحركت مشاعر الكثير من منكوبي هذا الوطن، غنت سعيدة للأم والوطن، كما لامست مواضيعها مرارة القسوة والحرمان وسبرت أغوار المستضعفين لتحكي عن معاناتهم. ولدت في مدينة الدارالبيضاء المغربية وبدأت الغناء في الثامنة من عمرها، أدت أغنية "في قلبي جرح قديم" للفنان المغربي عبد الهادي بلخياط و ألفت أول أغنية في سن ال12 سنة، كما تعاطت موسيقى "الكانتري" الأميركية في سن ال14 عاما. انطلق مشوارها الفني الاحترافي عام 1994 حين أصدرت أول ألبومها الموسيقي بعنوان "كية الغايب" ثمّ هاجرت إلي الولاياتالمتحدة عام 1997، ومع ذلك فإن الجمهور المهتم بالفن الراقي تتبع أعمالها وخطواتها في الميدان الفني، مما شجعها على العودة إلى المغرب عام 2008. لا تُخفي سعيدة فكري في جميع خرجاتها الإعلامية رضاها وسعادتها باحتضان الجمهور المغربي لتجربتها ومسيرتها الفنية، فهي تقول دائما: إن «ما أتابعه عبر الانترنت من كتابات وتعليقات تحتفي بتجربتي وبمساري الفني شيء لا يصدق. فهذا الحب والتجاوب هما اللذان جعلاني أتخطى الكثير من الصعوبات والعراقيل التي اعترضت تجربتي». سعيدة فكري رجعت بقوّة للسّاحة الفنّية، لتجدد العهد بجمهورها المتميز، من خلال أغنيتها الأخيرة مولانا "نسعوا رضاك" الّتي احتفظت من خلالها بنفس الأسلوب والتّوزيع الموسيقي الّلذين زكّياها لتكون نبراس الأغنية الملتزمة والهادفة.