تواصلت اليوم الجمعة، بمراكش أشغال المناظرة الإفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية، وذلك بعقد مائدة مستديرة هي الثالثة، تناولت محور "التمويل الصحي – مسؤوليات الدول والاستدامة". وعرفت المائدة المستديرة مشاركة عبد اللطيف زغنون من المغرب، والبروفيسور ديفيد خياط من فرنسا، وهومان دولون هاس من جنوب إفريقيا، والدكتور ديفيد تريفور سوياتور من كندا، والدكتور كامريو جوزيف لياني من كينيا، والبروفيسور ايال ليشيم من إسرائيل، والدكتور سرين فليلو سامب من السنغال، واليماني محمد الذي تناول موضوع "مكانة الهيكلة المالية في مجال الصحة" في كل من سنغفورة والإمارات العربية المتحدة والمغرب. وناقشت المائدة المستديرة بالإضافة لذلك، محاور "الابتكار والحد من المخاطر"، و"سياسة الصحة العامة والتدبير المالي في إفريقيا" و"مقاربة الحد من أضرار التبغ والنيكوتين"، و"توجيهات التمويل الصحي في إفريقيا" و"تعزيز الصحة من خلال الاصلاح الاقتصادي – قانون التأمين الصحي الوطني الإسرائيلي". كما عرفت المائدة المستديرة، تدخل متحدثين من البحرين ولبنان وقطر. ودشن المتدخلون المائدة المستديرة بكلمة عبد اللطيف زغنون من المغرب، عرض خلالها تجربة المغرب فيما يتعلق بتمويل القطاع الصحي (المداخلة التي كان من المفترض أن يقدمها الوزير المنتدب في الميزانية فوزي لقجع، الذي اعتذر في آخر لحظة). وأشار في كلمته للمشاريع الملكية، خاصة مشروع تعميم التغطية الصحية الإجبارية والتي ستشمل حتى فئة الطلبة الجامعيين. وذكر أن المملكة رصدت ملايير الدراهم لتقوية العرض الصحي وتوسيعه ليشمل كافة الفئات، خاصة الهشة منها. وتابع أن المغرب خلال جائحة "كورونا" تمكن من تأهيل نظام صحي يمنحنا التحرك الاستباقي. وانتقل المتدخلون خلال المائدة المستديرة لنقاش أضرار السجائر على الصحة في إفريقيا، حيث سيكلف علاج أضرارها بلايير الدولارت بحلول العام 2030، مع طرح البدائل المبتكرة في تدخين التبغ ومن أبرزها السجائر الإلكترونية، وأيضا عرض التجربة الفرنسية بهذا الخصوص. وأجمع المتدخلون على أن الحد من مخاطر التدخين ومكافحة السرطان يأتي عبر التطوير. وشدد المتدخلون على ضرورة التركيز على إخراج "إعلان مراكش للحد من المخاطر الصحية". كما ركزوا في مداخلاتهم على العوامل الرئيسية لمخاطر الصحة في إفريقيا والنموذج المالي الأنسب لتمويل الصحة في القارة لتقليص التدخل في سيادتها الصحية. وذكروا بأن الملك محمد السادس، له "الفضل في التفكير جميعا في صحتنا بشكل موحد في إفريقيا". وأكدوا أن هذا التفكير الموحد يجب أن ينصب أساسا على مواجهة أمراض القلب والشرايين والسكري وسرطان الرئة، أمراض تشكل نسبة 80 في المائة من الوفيات في إفريقيا والعالم. مع ضرورة التركيز في ما يخص التمويل على الدول ذات الدخل المنخفض. دون اغفال أن مرض الاسهال عند الأطفال يواصل حصد أرواحهم، في حين أن التحسيس بأهمية غسل اليدين يمكن أن يقلص الوفيات ما بين 20 و30 في المائة. والأخذ بعين الاعتبار أن استثمار دولار واحد في الرعاية الصحية اليوم، سوف يكون العائد سبعة دولارات بحلول العام 2030، وذلك بالتعاون بين القطاعين العام والخاص. مع الحرص على تغيير العادات الغذائية للمواطنين الأفارقة، ورفع الضرائب على المنتجات التي تضر بالصحة، وتقوية تبادل الخبرات والتحالفات جنوب/جنوب. كما اقترحوا تعديل القوانين من أجل تحسين السلوك البشري في الحفاظ على الصحة العامة.