كشفت نتائج استطلاع للرأي نشرته، أول أمس السبت، صحيفة "لوموند" الفرنسية أن ما يقارب نصف الكاثوليك الفرنسيين المزاولين لشعائر دينهم يرون أن الإسلام يمثل تهديدا صريحا لهوية بلدهم، موضحا أن سبعة من كل عشرة يعتقدون أيضا أن تأثير الإسلام بفرنسا وامتدادها كبيران للغاية. وأوضح الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة "آيفوب" لاستطلاعات الرأي، نهاية يوليوز الماضي، وقارنت نتائجه مع استطلاع آخر للرأي استغرق إنجازه أربع سنوات، أن 45 في المائة من الكاثوليك الفرنسيين الممارسين لديانتهم يعتقدون أن الإسلام يمثل خطرا. ويرى 55 في المائة أن وجود جالية إسلامية في فرنسا يمثل تهديدا لهوية البلاد، بزيادة 8 في المائة عن أكتوبر من 2012، بينما يعتبر 71 في المائة أن تأثير هذه الديانة كبير للغاية بزيادة 11 في المائة عن 2012 . ويعارض 55 في المائة ممن شملهم الاستطلاع بناء المساجد، ما يمثل زيادة بنسبة 15 في المائة، بينما يعارض 67 في المائة ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية بزيادة 13 في المائة عن 2012. وبين إجمالي الفرنسيين، تعد النسب المعارضة للإسلام أكثر اعتدالا، حيث يعتبر 33 في المائة أنه يمثل تهديدا بشكل عام، بينما يعتبر 47 في المائة أنه يعتبر تهديدا على الهوية الوطنية. وأخذ استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة "آيفوب" بعين الاعتبار الهجمات الإرهابية التي استهدفت فرنسا، في الفترة الأخيرة، خاصة أحداث الهجوم على مقر مجلة "شارلي إيبدو" والإجهاز على معظم طاقمها الصحافي من قبل جهاديين إسلاميين، إضافة إلى واقعة نيس التي دهس فيها شائق شاحنة مجمعا بشريا حصد فيه عشرات الأرواح، قبل أن تنضاف إلى هذه الأحداث عملية اقتحام كنيسة "سانت اتيان دو روفراي" شمال غرب فرنسا، من قبل إرهابيين إسلاميين، أسفرت عن مقتل الكاهن الفرنسي جاك هامل (84 عاما) ذبحا. وفجرت هذه الأحداث المتقاربة نقاشا حادا في أوساط الفرنسيين، الذي ما زال بعضهم رغم كل هذا، يدعون إلى عدم الخلط ما بين المسلمين المقيمين بفرنسا، والإرهابيين الذي يستهدفون بعملياتهم المواطنين، وفق نتائج الاستطلاع نفسه الذي حدد نسبة تتراوح ما بين 62 و64 في المائة من الفرنسيين الكاثوليك أو العلمانيين، تدعو إلى عدم الخلط بين الطرفين، لكن في الوقت نفسه، تتزايد مشاعر الخوف والقلق بينهم إزاء حضور التهديدات الإسلامية التي اخترقت الحياة اليومية للفرنسيين. * صحافية متدربة