كشفت دراسة جديدة أن عدد البريطانيين الذين اختاروا الإسلام ديناً لهم ارتفع بمعدل الضعف تقريباً خلال السنوات العشر الماضية، رغم ما يتعرض له المسلمون البريطانيون من تدقيق ونقد بالمقارنة مع أبناء أي دين آخر. يأتي ذلك في وقت اعتبر فيه 40 بالمئة من الفرنسيين والألمان أن المسلمين يمثلون تهديدا للغرب وفقا لاستطلاع نشرت نتائجه الثلاثاء04/01/2011. أرقام وحقائق وقالت صحيفة اندبندانت الصادرة أمس أن الدراسة التي أجرتها مؤسسة الأبحاث البريطانية "فيث ماترز" قدّرت عدد البريطانيين الذين اعتنقوا الإسلام في العقد الماضي بأنه وصل إلى 100 ألف، وبمعدل 5000 شخص كل عام. وذكرت الدراسة أن 1400 بريطاني اعتنقوا الإسلام في العاصمة لندن خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، فيما يعتنق نحو 5200 شخص الإسلام كل عام في بريطانيا. ونسبت الصحيفة إلى فياض موغال مدير مؤسسة "فيث ماترز" قوله "إن النتيجة التي خلصت إليها الدراسة هي أفضل ما يمكن التوصل إليه من نتائج باستخدام الإحصاء السكاني وبيانات السلطات المحلية ومعلومات المساجد في بريطانيا، وهناك عدد قليل من الناس يشك في أن عدد البريطانيين الذين اعتنقوا الإسلام ارتفع بشكل كبير في السنوات العشر الماضية". وأضاف موغال أن أسباب اعتناق البريطانيين للإسلام "يعود إلى بروز هذا الدين في المجال العام واهتمام الناس في معرفة كل شيء عنه، وحين يفعلون ذلك يذهبون في اتجاهات مختلفة ويختار قسم منهم التحول إلى الإسلام بعد أن راق لهم ما اكتشفوه عن هذا الدين". واعتبر مدير مؤسسة "فيث ماترز" أن المتحولين الذين يصبحون متطرفين أو إرهابيين "قصة مشروعة"، لكنه أبدي قلقه من أن تضخيم مثل هذه القصص "يخاطر في مساواة جميع المتحولين إلى الإسلام بهذه المشكلة مع أن الغالبية العظمى منهم ليست كذلك".
تهديد أو عامل إثراء من جهة أخرى أفاد استطلاع نشرته نتائجه صحيفة لوموند الفرنسية اليومية الثلاثاء أن 40% على الأقل من الفرنسيين والألمان يرون أن الإسلام يشكل "تهديدا على الأرجح"، كما أفاد استطلاع ، فيما يتسع النقاش حول مكانة الإسلام في هذين البلدين. ففي فرنسا، اعتبر 42% من المستجوبين أن المسلمين يشكلون "تهديدا على الأرجح"، في حين رأى 22% أن المسلمين "عامل إثراء ثقافي"، فيما قال 38% انهم "ليسوا تهديدا ولا عنصر إثراء ثقافي". وفي المانيا، اجاب 40% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع ان الإسلام يشكل "تهديدا" و24% أن هذا الدين هو عامل "إثراء ثقافي"، فيما رأى 36% من الأشخاص انه "لا هذا ولا ذاك". وقال جيروم فوركيه من مؤسسة ايفوب لاستطلاع الرأي التي أجرت الاستطلاع، "على رغم التاريخ الاستعماري المختلف، والهجرة المختلفة وطرق الاندماج المختلفة، من المثير أن نلاحظ أن النتيجة، القاسية والكبيرة، هي نفسها في البلدين". بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس. المسلمون والاندماج ويعتبر 68% من الفرنسيين و75% من الألمان أن المسلمين والأشخاص من أصول مسلمة لم يندمجوا اندماجا جيدا في مجتمعيهما. ويعيش ما بين خمسة وستة ملايين مسلم في فرنسا التي تقيم فيها اكبر جالية مسلمة في أوروبا، وحوالي أربعة ملايين في ألمانيا. وقد اجري هذا الاستطلاع فيما يستمر النقاش حول مكانة الإسلام في المجتمع، سواء في فرنسا أو في ألمانيا. وبعدما أطلقت العام الماضي نقاشا مثيرا للجدل حول "الهوية الوطنية"، اعتمدت الحكومة الفرنسية قانونا يحظر النقاب الإسلامي. وقد أشاد رئيس الوزراء في يونيو بالإسلام في فرنسا، معتبرا إياه دين "السلام والحوار". لكن مسألة الصلوات التي يقيمها مسلمون في أحد إحياء باريس، بسبب عدم وجود مسجد يتسع لهم، كانت بدورها مثار جدل، ووصف اليمين المتطرف هذه الظاهرة بأنها "احتلال". من جهتها، شهدت ألمانيا في الأشهر الأخيرة نقاشا حادا حول اندماج الأجانب ولاسيما المسلمون. وألغت المستشارة انغيلا ميركل أحد المحظورات بتأكيدها أن نموذج التعدد الثقافي الذي تتعايش فيه بانسجام مختلف الثقافات "قد فشل فشلا ذريعا" في ألمانيا. وشهد كتاب نقدي ضد الإسلام ألفه مسؤول سابق في البنك المركزي الألماني هو ثيلو سارازين، والذي ينتقد نقص رغبة المهاجرين المسلمين في الاندماج، نجاحا منقطع النظير في المكتبات وبيع منه 1،25 مليون نسخة.