كشف دفاع الصحفيان سليمان الريسوني وعمر الراضي، عن تفاصيل زيارته لهما في سجن "عكاشة"، وعن الوضعية الصحية لكلٍ منهما خصوصا إصرار الريسوني على مواصلة الإضراب عن الطعام. وقال المحامي محمد المسعودي في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي ب"فايسبوك": زرت اليوم رفقة زميلي ذ/ميلود قنديل الصحافيين: سليمان الريسوني وعمر الراضي بالسجن المحلي بالدارالبيضاء (عكاشة). كان اللقاء كالعادة إنسانيا وحميميا قبل أن يكون مهنيا". وتابع المسعودي، " أحضروا لنا أولا الرائع سليمان، الذي رغم النحول والهزال والشحوب، لازالت البسمة لا تفارق محياه. كعادته سليمان يكابر مضاعفات الإضراب عن الطعام بفرح طفولي صادق لم نستطع أن ننبس ببنت شفه، فقط تابعناه بأعيننا وبادلناه البسمة.. كديدنه كان المبادر بالكلام محاولا طمئنتنا عن وضعه الصحي الذي لا يسر الناظرين مطالبا منا ألا نخاف عليه بقوله عمر الشاقي باقي". مضيفاً: " رفيقاتي رفاقي إصرار وتشبت سليمان بالإضراب عن الطعام كخيار لا رجعة فيه، إما الحرية أو الشهادة كما قال. أصبح يخيفنا كدفاع وحقوقيين بسبب الأمراض الخطيرة والمزمنة التي يعاني منها، وبسبب العزلة القاتلة المفروضة عليه ضلما وجورا في ضرب لكل المواثيق الدولية ذات الصلة ولدستور 2011 الدي ينص على السلامة البدنية والكرامة والحرية وقرينة البراءة. فعدم الاستجابة لمطلبهما العادل والقانوني بالمحاكمة في حالة صراح وتجميعهما في زنزانة واحدة رفقة رفيق دربه عمر الراضي وتمكينهما من الفسحة مجتمعين بمتابة شهادة استشهاد قبل الأوان لهما معا.. أتعلمون أن سليمان وعمر لم يخرجا للفسحة منذ حوالي شهر يعني لم تلفح جسديهما أشعة الشمس طيلة هاته المدة".
وقال المسعودي: " أتعلمون أن سليمان وهو مضرب عن الطعام مصر على أداء فريضة الصيام رغم محاولاتنا تنيه عن ذلك وتحريضه على شرب الماء بالنهار، يعني أن حتى الماء والسكر لا يشربهما إلا ستة أو سبع ساعات كل 24 ساعة.. خطير هو وضع عمر وسليمان مما يجعلنا نتساءل أين هو شعار أنسنة السجون من وضعية عمر وسليمان وهما ممنوعان من حقهما في التجميع في زنزانة واحدة من داخل السجن وفي الفسحة الجماعية إسوة بما هو معمول به مع بقية السجناء أليس هذا تمييز سلبي ممنوع وفقا لظهير تنظيم السجون 23.98". وأفاد ذات المتحدث، " استطعنا اليوم تفعيل قرار المحكمة السابق ومكناهما من نسخ من ملفيهما، مشكورة المحكمة والسيد مدير السجن على تدليل هاته العقبة ولو بعد حوالي سنة من الاعتقال، سرهما هذا الخبر.. رغم هذه الأجواء الجنائزية، إلا أن لقاءنا مع سليمان كان كله تفاؤل من أجل غد مشرق للوطن ولأبنائه البررة". وبخصوص الصحافي عمر الراضي قال المسعودي، " ودعنا سليمان ببسمة منكسرة ومتشبتة بفسحة الأمل. ليطل علينا عمر المشاغب بشعره ولحيته الاشعتين كفيلسوف انتشلوه من وسط كتبه وتأملاته. فرغم المعاناة فعمر قرين الحركة خفة الدم والقهقهات. رغم أن الطبيب يحذره دوما من خطورة وضعه الصحي الحرج. عمر وطيلة إضرابه عن الطعام ولحدود هاته الزيارة مصاب بنزيف داخلي بالأمعاء ينتج عنه خروج مستمر للدم من مخرجه.. وضعه الصحي يفرض لإجراء الفحوصات بالاشعة والتحاليل والعناية المركزة لمعرفة درجة خطورة وضعه الصحي المحرج. بالفعل قدمت له وعودا بهذا الشأن وربما ستنفد قريبا". وأشار المحامي محمد المسعودي إلى أن عمر وسليمان " ممتنين للطاقم الطبي الذي يتابع وضعهما من داخل السجن لكن اليد قصيرة والعين بصيرة رغم المجهود المبذول معهما من قبل هذا الطاقم الرائع مشكورا".