يخوض الصحافيان عمر الراضي وسليمان الريسوني، معركة الأمعاء الفارغة بسجن عكاشة في مدينة الدارالبيضاء، احتجاجا على استمرار اعتقالهما الذي يصفونه ب"التعسفي"، وسط دعوات المتضامنين معهما، من أجل ثنيهما عن مواصلة الإضراب عن الطعام. وتصاعدت الدعوات الموجهة إلى الصحافيان لتعليق إضرابهما عن الطعام، سواء من لدن أفراد عائلتهما، أو من دائرة أصدقائهما، تجنبا لأي تدهور في صحتهما، إلا أن الصحافيان أعلنا في أحدث بلاغ لهما، تمسكهما بمواصلة الإضراب بالرغم من كل المناشدات. وبجانب إضرابه عن الطعام، يرفض الريسوني، تناول الماء كذلك، لليوم الخامس على التوالي، وسط مناشدة شقيقه، أحمد الريسوني، وأسرته له، بإيقاف الإضراب لما له من آثار وخيمة على صحته؛ لاسيما وأنه يعاني من مرض مزمن، يتمثل في ضغط الدم. وفي هذا السياق، قالت هيأة الدفاع عن الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي، إن الخطوة التي أقدم عليها الراضي والريسوني، تأتي "كخطوة يائسة واحتجاجا على استمرار اعتقالهما التعسفي وغير المبرر"، مشيرة إلى أنه" كان لديهما أمل، في أن تتم متابعتهما في حالة سراح، لما يتوفران عليه من ضمانات الحضور لكل مراحل المحاكمة". وأضافت هيأة الدفاع عن الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي، "أن سليمان الريسوني لا يزال مضربا عن الماء، وبدأ يشعر بالدوار ويفقد الوعي، كما أنه لا يأخذ دواء ضغط الدم منذ أربعة أيام؛ مما لذلك من آثار وخيمة على صحته، كما أن الوضع الصحي للصحفي عمر الراضي سيء جدا وفي تراجع". وأوضح المصدر نفسه، أن "دفاع الريسوني لم يتمكن من رؤيته للمرة الثانية على التوالي"، حيث "يرفض الريسوني الخروج من زنزانته". وأضافت هيأة دفاع كل من الراضي والريسوني، أنهما " يقدران ويتفهمان المناشدات الصادرة من كافة القوى الحية في البلاد للتراجع عن هذه الخطوة، إلا أنهما يصران على الاستمرار في خوضهما لمعركة الأمعاء الفارغة التي اضطرا إليها، ويؤكدان أن مطلبهما الرئيسي الذي لا محيد عنه يبقى متابعتهما في حالة سراح، لكونهما يتوفران على جميع ضمانات وشروط الحضور للمحاكمة". كما أكد المصدر نفسه، "أن قرارهما الدخولَ في إضراب عن الطعام ليس موجهاً ضد إدارة المؤسسة السجنية؛ وإنما ضد استمرار اعتقالهما تعسفيا كل هذه المدة ويعتبران ذلك انتقاما ممنهجا وتعذيبا ممارسا في حقهما" وشدد على "أنهما طيلة مدة اعتقالهما لم يصدر عنهما أي سلوك يدفع الإدارة السجنية إلى التشدد الأخير الذي صدر عنها، وقد التزما دائما بالمرونة وضبط النفس على الرغم من كون اعتقالهما تعسفيا؛ علاوة على أنه يتم في ظروف سيئة كالعزلة التامة مثلاً وقِصر مدة الفسحة و المكالمات الهاتفية". وفي هذا السياق، يعبر الصحافيان عن "احتجاجهما على استمرار عزلهما ومنعهما من التواصل فيما بينهما أثناء الفسحة"، مبرزين " أنها يجب أن تكون أطول من المدة المسموح لهما بها حالياً، زيادة على عدم فتح زنزانتيهما أثناء النهار وعدم تمكينهما من مدة كافية للاتصال عبر الهاتف، كما هو الحال بالنسبة إلى باقي السجناء" كما أن امتناع سليمان الريسوني عن شرب الماء، إضافة إلى إضرابه المفتوح عن الطعام؛ جاء بحسب المصدر نفسه، "نتيجة تغير معاملة إدارة السجن أخيرا بتفتيش زنزانته بشكل مُهين والعبث بأمتعته، ويضع استرجاع أمتعته شرطا لإيقاف إضرابه عن شرب الماء". غير أن إدارة السجون قالت إن تفتيش زنزانة الريسوني لم يكن بطريقة مهينة. وفيما يخص عمر الراضي، فهو وفقا لهيأة دفاعه " يستنكر قرار منع الاتصال بعائلته الذي اتخذته الإدارة السجنية في حقه"، داعيا "إدارة السجن إلى التراجع عن هذا الإجراء دون قيد أو شرط".