بعد أن قررت وزارة الصحة رسميا استعمال دواء "الكلوروكين" و"هيدروكسي" "كلوروكين" المصنوع بالمغرب، لعلاج المصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد، خرجت مجموعة من الأصوات المحذرة من هذا القرار، خصوصاً أن منظمة الصحة العالمية لا تزال متحفظة على استعمال الدواء بسبب أن له تداعيات صحية جانبية. وفي هذا الإطار قال عزيز الغالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمستشار السابق لمنظمة الصحة العالمية، في اتصال مع “الأول”، إن “خطوة وزارة الصحة باستعمال “الكلوروكين”، تميزت بأخطاء على مستوى الشكل والمضمون”. فمن ناحية الشكل يقول الغالي، إن “الدورية التي تضمنت القرار تعتبر داخلية موجهة لمصالح الوزارة، ليس صحيحاً أن يتم تسريبها وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يمكنها أن تضرب مجهودات الدولة التي توصي الناس بالبقاء في منازلهم”. وأما بخصوص الدواء الذي تم اعتماده لمعالجة المرضى المصابين بعدوى فيروس كورونا، أكد الغالي على أن ” منظمة الصحة العالمية لا تزال تتحفظ عل استعماله كدواء رسمي للعلاج، وخير دليل التصريح الذي أطلقه مدير المنظمة بشكل صريح يعلن فيه تحفظه على استعمال الكلوروكين”. وكشف الغالي على أن “دول الاتحاد الأوروبي قيد دراسة أربع أدوية من بينها الكلوروكين، وهي دواء اتيرفيرو بيتا، الكوبي، وأونتي فيران، مضاد الفيروسات الذي يستعمل كدواء للسيدا، وتنتجه شركتين ألمانية وامريكية، ودوبي فيريل، الصيني”. وتابع الغالي إن “هذه الدراسة التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي لن يكشف على نتائجها إلا بعد خمس اسابيع من الآن وبالتالي فإن تسرع وزارة الصحة غير مقبول”. وأضاف الغالي الذي يعمل كصيدلاني، ” هناك إنعكاسات جانبية للكلوروكين، أهمها إختلاف في إنتظام ضربات القلب، والتأثير على الرؤية، حيث هناك من بين المعالجين به من أصيبوا بالعمى، بالإضافة إلى أنه يتسبب في إنخفاظ نسبة السكر في الدم”. وقال الغالي “إن الدول التي اعتمدت هذا الدواء في علاج كورونا، لحد الأن وأساساً فرنسا، كانت تستعمله فقط بالنسبة للحالات الخطيرة جداً”. وأوضح الغالي” لقد أسرعت الوزارة إلى اقتناء الدواء بكميات كبيرة، بمجرد أن كثر الكلام عن اعتماده كدواء، وهو على ما أظن ما جعلها تُقرر تبنيه في العلاج، كما أن هذا القرار يضرب في العمق كل المجهودات التي بذلتها الدولة لمواجهة الجائحة”. وأكد الغالي على أن الدولة، ووزارة الصحة عليهما “التركيز على إجراء التحاليل للكشف عن فيروس كورونا، كإجراء من شأنه محاصرة الوباء والتحكم فيه كما تفعل باقي الدول”. قائلا :” إن إقرار وجود علاج غير معتمد من طرف منظمة الصحة العالمية، من شأنه أن يجعل الناس مطمئنين، ولن يشجع على البقاء في المنازل، عكس ماتطلبه الدولة”. من جهة أخرى حذر الغالي من ” التركيز بشكل كلي في المستشفيات على مواجهة كورونا، ونسيان باقي الأمراض، وعدم الاهتمام بالمرضى الأخرين، خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة”.