مواصلا سياسة صب النار على الزيت وفاء لعقيدة أسلافه، عاد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، لمهاجمة المغرب؛ لكن هذه المرة بنفس تصعيدي حاد. ساكن قصر المرادية، وجّه اتهامات صريحة إلى المملكة المغربية بالسعي إلى خلق توتر في العلاقات بين الجزائر وباريس، وذلك في أول خرجة إعلامية له مع صحيفة أجنبية، منذ انتخابه حاكما للجزائر في دجنبر الفارط. وقال تبون في حوار له مع جريدة “لوفيغارو” الفرنسية، نشر اليوم الخميس، في معرض حديثه عن علاقات بلاده مع فرنسا، وبالتحديد عن حقبة الاستعمار التي ماتزال تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين، إن نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يبذل جهودا لإعادة فتح أرشيف “الذاكرة الاستعمارية” مع الجزائر، وأن هناك تواصل مشترك بينهما بهذا الخصوص. وصرح عبد المجيد تبون بأن ماكرون “يريد فعلا حل هذه القضية الحساسة، مرة يتم فهمه، ومرة أخرى يتعرض لهجمات حادة من بعض جماعات الضغط القوية جدا”، موجها أصابع الاتهام بشكل خاص إلى من أسماه ب”اللوبي المغربي” بفرنسا، الذي يعمل، بحسبه، على ضرب علاقات البلدين والسعي للتدخل في ما تقوم به الجزائر. وزاد تبون بأن اللوبي المغربي لديه مصالح اقتصادية واجتماعية ويخشى من الجزائر، قناعته في ذلك أن “الجزائر عندما تتدخل لاقتراح حلول لبعض الأزمات والنزاعات، يتدخل هذا اللوبي بحجة أنه مهتم أيضا بهذا القضايا”، محيلا إلى الملف اللليبي، الذي تتحين الجزائر الفرصة لتلعب دور الوساطة فيه، في الوقت الذي كان المغرب قد قاد وساطات على مدى سنوات، أفضت إلى التوقيع على اتفاق الصخيرات سنة 2015.