أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، اليوم الأربعاء، أن التراجع العالمي في أعداد النحل يشكل تهديدا خطيرا للأمن الغذائي و لمجموعة كبيرة من النباتات الحيوية و الضرورية بالنسبة للإنسان ولسبل عيشه. وأوضحت المنظمة، في بيان لها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للنحل الذي يصادف 21 ماي من كل سنة ، أن أعداد النحل وغيره من الملقحات تشهد تراجعا كبيرا في عدة مناطق بالعالم ،و يرجع ذلك بشكل كبير إلى الممارسات الزراعية المكثفة والمزارع الأحادية و الإفراط في استخدام المواد الكيماوية و ارتفاع درجات الحرارة المرتبطة بتغير المناخ، مما يؤثر على غلة المحاصيل والتغذية على حد سواء. و أضافت أنه في حال استمرار هذا الانخفاض، فسيتم استبدال المحاصيل الغذائية مثل الفواكه والمكسرات والعديد من الخضروات بشكل متزايد بالمحاصيل الأساسية مثل الأرز والذرة والبطاطس، مما يؤدي في النهاية إلى اتباع نظام غذائي غير متوازن. و في رسالة مصورة سجلت بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للنحل هذا العام ، قال المدير العام للفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا إن ” النحل يتعرض لتهديد كبير ناجم عن الآثار المشتركة لتغير المناخ والزراعة المكثفة واستخدام المبيدات وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث”، مضيفا أن غياب النحل والملقحات الأخرى سيتسبب في القضاء على المحاصيل التي تعتمد على التلقيح ومنها، القهوة والتفاح واللوز والطماطم والكاكاو. و بحسب المنظمة فإن النحل يعد من بين أكثر المخلوقات المجدة في عملها على سطح هذا الكوكب، وهو يقدم خدمة جليلة للنظام البيئي من خلال ضمان التلقيح وبالتالي تكاثر العديد من النباتات البرية و المزروعة، وهو أمر هام لإنتاج الغذاء وسبل عيش الإنسان و للتنوع البيولوجي. و يؤثر النحل والملقحات الأخرى، كالطيور والخفافيش، على 35 في المائة من إنتاج المحاصيل في العالم، مما يؤدي إلى زيادة أهم المحاصيل الغذائية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى العديد من الأدوية المشتقة من النباتات. و يعتمد نحو ثلثي النباتات المحصولية التي تغذي العالم على التلقيح بواسطة الحشرات أو الحيوانات الأخرى لإنتاج ثمار وبذور صالحة للاستهلاك البشري. و يفيد التلقيح في تغذية الإنسان، متيحا إنتاج كمية وافرة من الفواكه والمكسرات والبذور، بالإضافة إلى توفير تنوع أكبر وجودة أفضل. تنفذ الفاو العديد من الأنشطة لتشجيع الممارسات الصديقة للملقحات في الإدارة الزراعية، بما في ذلك الخطة العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة بشأن خدمات التلقيح من أجل زراعة مستدامة والمبادرة الدولية لحفظ الملقحات.