بالرغم من تواجد مختلف الحساسيات السياسية والإديولوجية سواء الإسلامية أو اليسارية في مسيرة اليوم الأحد بالرباط التي دعت إليها عائلات معتقلي “حراك الريف”، حيث تواجدت جماعة العدل والإحسان إلى جانب أحزاب اليسار وحركاته، وأعضاء الحركة الأمازيغية، إلا أن المسيرة شهدت عددا من المناوشات هنا وهناك كان أبرزها هي الشعارات التي رفعت رافضة لحضور الأحزاب السياسية. في البداية وجد المنظمون صعوبة في تنظيم الكوكبة التي كانت فيها عائلات المعتقلين بقيادة أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي، بسبب صراع خفي بين بعض النشطاء الذين يطلقون على نفسهم ب”المستقلين” وأعضاء جماعة العدل والإحسان، وشعدت هذه الكوكبة الأمامية نوعا من الفوضى وتعدد المتدخلين خصوصا أن والد الزفزافي كان يتنقل بين المحتجين فيما يشبه الموكب مما صعب عمل الصحفيين والمصورين. من جهتها اختارت جماعة العدل والإحسان تذيل المسيرة وشكل أعضاءها ثلاث كوكبات، أوسطها نسائية، حيث إحتلت أكثر من نصف المسيرة الحاشدة، متميزة بتنظيمها الدقيق وشعاراتها الموحدة، كما أنه ولأول مرة لوحظ مشاركة عضوات العدل والإحسان في ترديد الشعارات عبر مكبرات الصوت. فيما خصصت الكوكبة الثانية لقيادات أحزاب فدرالية اليسار والنهج الديمقراطي، مباشرة خلف عائلات المعتقلين، بالإضافة إلى عدد من القيادات النقابية والحقوقية اليسارية، اجتمعت كلها للتنديد بالأحكام الصادرة في حق معتقلي “حراك الريف”، التي وصفتها نبيلة منيب ب”الإنتقامية”. لكن عدد من النشطاء الحركة الأمازيغية وبمجرد انتهاء المسيرة تحلقوا حول إحدى “الهوندات” التي كانت مخصصة لرفع الشعارات، وانطلوا في ترديد شعار “لا للدكاكين السياسية” وشعارات أخرى رافضة لتواجد الأحزاب السياسية وهو ما أغضب كثيرا عددا من “مناضلي” أحزاب اليسار وجماعة العدل والإحسان.