دعت “منظمة العفو الدولية فرع المغرب”، الحكومة المغربية إلى وقف تهديداتها لحرية التعبير ورفع يدها عن المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، وإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي والصحفيين، والعمل على خلق مناخ ديمقراطي حقيقي يزدهر فيه الإبداع وتنمو فيه حياة ثقافية إنسانية منفتحة. دعوة “أمنيستي” جاءت عبر بلاغ أصدرته المنظمة اليوم الإثنين، إعلانا عن مشاركتها في نسخة 2019 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، حمل بين طياته انتقادات لاذعة للسلطات المغربية، مفيدة بأنه خلال كل هذه العقود، كشف الكتاب والشعراء والفنانون عن قدرتهم على التغيير من خلال تعبئة الناس للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم وعن القيم التي يريدون لها أن تسود العالم، وتمكينهم من الدفاع عن الحق في حرية التعبير، كما برز دورهم الفاعل في خلق مجتمعات يتمتع فيها الجميع، إلا أن هذه السنوات كشفت من جهة أخرى التحدي الكبير الذي يواجهه المبدعون وأصحاب الرأي المستقل والمتمثل في تضييق هامش الحريات، واستمرار الخطاب الذي يستغل الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب، لإتاحة المبرر للحكومات الساعية لتعديل التوازن بين سلطات الدولة والحريات الفردية. تقول ذات المنظمة الحقوقية. وتابعت منظمة العفو الدولية موضحة، أن “الاعتداءات على المبدعين/ات الأحرار وذوي الرأي المختلف الذين يعبرون بجرأة عن نصرتهم لقضايا الكرامة والمساواة لكل البشر، اكتست خطورة كبرى تنوعت بين محاكمات جائرة واعتقالات وتصفية ونفي ومنع من الكتابة، ومع ذلك فقد أبدى المبدعون المرة بعد المرة، أنه لا يمكن إخراس أصواتهم وتكبيل حرياتهم التي تشكل المناخ الحيوي لازدهار الإبداع بمختلف أصنافه كالشعر والكتابة والموسيقى الفنون التشكيلية والرقص وغيرها”. فضلا عن ذلك، أبرزت “أمنيستي” بأنه “لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به في مجال ثقافة حداثية مستنيرة، بل بوسعنا أن نحرز إنجازات كثيرة عندما نتمسك بالدفاع عن حرية التعبير والرأي، وعدم الخضوع لسياسات السلطة التي تسعى إلى تنميط الإبداع وحشره في منطق الإجماع السياسي”. وخلص بلاغ منظمة العفو الدولية إلى تجديد إعلان موقفها الداعم للمبدعين والدفاع عن حريتهم في التعبير والتنوع الثقافي واحترام التعددية والتداول الحر للأفكار والمعارف.