في إطار أنشطتها التوعوية بحقوق الإنسان، تواصل منظمة العفو الدولية فرع المغرب حضورها في المعرض الدولي للنشر والكتاب لإشعاع ثقافة حقوق الإنسان بين القراء والمبدعين والكتاب. واختارت ” أمنيستي ” في مشاركتها في المعرض لهذه السنة شعار “الإبداع الحر قوة من أجل التغيير”، وذلك لدعم المبدعين والدفاع عن حريتهم في التعبير والتنوع الثقافي واحترام التعددية والأفكار وضمان حرية التعبير والإبداع من أجل إعلاء قيم حقوق الإنسان والانفتاح. وبرمجت أمنيستي خلال دورة هذه السنة من معرض الكتاب حملة” أكتب من أجل الحقوق” والتي تروم من خلالها المنظمة إلى تسليط الضوء على ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان بعدة أقطار وبلدان، وذلك عب الاحتفاء بأربع نساء من المدافعات عن حقوق الإنسان، وهن من جنوب إفريقيا والبرازيلوإيران، بالإضافة إلى الناشطة المغربية نوال بنعيسى، وذلك احتفاء بالذكرى 70 عاما عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. “بيان اليوم” زارت رواق المنظمة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تجري فعاليات دورته الخامسة والعشرين خلال هذا الأسبوع بمدينة الدارالبيضاء، واطلعت على عمل المنظمة وأنشطتها الرسمية التي تقيمها لفائدة زوار المعرض. الاحتفاء بالذكرى ال 70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان صادفت مشاركة أمنيستي هذه السنة بمعرض الكتاب مع احتفاء العالم بمرور 70 سنة عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث خصصت المنظمة فضاءها بالمعرض للتعريف ببنود الإعلان العالمي والتوعية بالحقوق التي جاء بها من أجل حفظ كرامة الإنسان بمختلف الأقطار عبر العالم. ومن خلال عدد من الشباب المتطوع، تهدف أمنيستي إلى خلق حوار مع زوار المعرض قصد التعريف بأهمية الإعلان العالمي والمواثيق الدولية لحفظ كرامة الأشخاص وتكريس حقوقهم. كما تخصص المنظمة مجموعة من اللافتات التعبيرية لإبراز أهم الحقوق التي جاء بها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، وإبراز المادة 19 من الإعلان العالمي والتي تؤكد على حرية التعبير بصفتها مدخلا رئيسيا لباقي الحقوق، كالحق في الصحة، الحق في التعليم وغيرها. تحسيس وتوعية الأطفال والتلاميذ بحقوق الإنسان وللأطفال والتلاميذ، أيضا، نصيب من التوعوية بحقوق الإنسان، حيث استقبلت المنظمة برواقها مجموعة من المؤسسات التعليمية والمدارس من مختلف مدن المغرب، قصد توعوية الناشئة بالحقوق الكونية التي تضمنها المواثيق الدولية. وقدم مجموعة من الشباب المتطوعين تعريفا دقيقا لعمل منظمة العفو الدولية واختصاصاتها وعملها وأهم البنود التي تضمن حقوق الإنسان، فضلا عن تنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية للإشعاع ثقافة الدفاع عن حقوق الإنسان وسط هذه الفئة العمرية. وحول مشاركة منظمة العفو الدولية في هذا الحدث الثقافي الكبير للعام الواحد والعشرين على التوالي، حاورت “بيان اليوم” صلاح العبدلاوي مدير منظمة العفو الدولية – فرع المغرب، ليقربنا أكثر من مشاركة هذه المنظمة الحقوقية العالمية في معرض الكتاب.. فيما يلي نص الحوار: بداية تحدث لنا عن حضور منظمة العفو الدولية في هذا المحفل الثقافي ومدى الإضافة التي تشكلها لهذا المعرض؟ منظمة العفو الدولية لها تاريخ في فعاليات المعرض الدولي للكتاب، الآن 21 سنة من المشاركة في ظل 25 دورة من دورات المعرض، يعني منذ 1997 وأمنيستي تشارك في كل فعاليات المعرض الدولي للكتاب وكل سنة تختار شعار لمشاركتها، وهذه السنة اختارت شعار “الإبداع الحر قوة من أجل التغيير”، والمغزى الأساسي للمشاركة، وهو سؤال يتبادر إلى الذهن،وهو سؤال مشروع أي ما علاقة أمنيستي بالمعرض الدولي للكتاب، المخصص للمبدعين والكتاب، الجواب هو أن أمنيستي تؤمن بأن المبدعين والكتاب والشعراء وكل الأشكال الفنية والتعبيرية لها إسهامات ودور وحتى لا أقول واجب في التوعية والمساهمة في إشعاع ثقافة حقوق الإنسان وقيم المساواة والتسامح، حرية التعبير وغيرها من الحقوق. بعد أزيد من 20 سنة من المشاركة في المعرض الدولي للكتاب، ما جديد مشاركتكم هذه السنة؟ – بخصوص هذه السنة، فهي كما تعلمون، تصادف الاحتفال بالذكرى ال 70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعالم يخلد هذه المحطة الأساسية في تاريخ البشرية، لأنه في عام 1945 وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية صدرت أول وثيقة دولية تؤمن وتحفظ كرامة الإنسان وحقوقه من خلال 30 بندا من بنود الإعلان العالمي، والتي تجسد جميع الحقوق التي ينبغي أن يتمتع بها جميع البشر، أساسها المساواة الحق في الحياة، الحق في التعليم، الحق في الصحة، والحق في التعبير والتي هي المادة 19 وهي مادة أساسية، وعملنا على إبرازها في رواق المنظمة بالمعرض الدولي للكتاب تحت شعار “الإبداع الحر قوة من أجل التغيير”، ورسالتنا التركيز على المادة 19 لأنها تضمن الحق في التعبير ودون هذا الحق تنتفي بقية الحقوق، وهذا كما قلت ما يجعل حضورنا بالمعرض له رسالة وهدف وهو التركيز على الحق في التعبير سواء من خلال الأدب الشعر، وكذلك الصحافة. قربنا أكثر من فضاء المنظمة بالمعرض والأنشطة التي تقوم؟ فضاء منظمة العفو الدولية كذلك جزء منه مخصص للتضامن مع ضحايا حقوق الإنسان، من خلال إطلاق حملة “اكتب من أجل الحقوق”، وهذه السنة ركزنا على أربع مدافعات عن حقوق الإنسان عبر العالم من جنوب إفريقيا، البرازيل، والمدافعة عن حق الحياة في إيران، ورمز نسائي من رموز حراك الريف بالمغرب نوال بنعيسى، وهنا نطالب المواطنات والمواطنين من زوار المعرض من أجل كتابة رسائل الدعم لهؤلاء الضحايا. كذلك، لنا إصدارات في مجال التربية على حقوق الإنسان وحقوق الطفل وكذلك لنا بعض التقارير التي تبرز عمل منظمة العفو الدولية في مجال عملها مثل قضايا التعذيب وقضايا الإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، لنا يوميا أنشطة رسمية برواق المنظمة، نستقبل بشكل يومي المدارس والمؤسسات التعليمية من سطات، مكناس، وزان، وغيرها من المدن، وهذه أنشطة مبرمجة ضمن برنامج مشاركة المنظمة بالمعرض، وهناك أيضا فضاء ولنا متطوعين شباب ونحن في حوار مستمر مع المؤسسات وكل المهتمين بالشكل الحقوقي، كما نستقبل الصحافيين والصحافيات، للإجابة عن تساؤلاتهم بمجالات عملنا وبأولوياتنا على مستوى المغرب وعلى المستوى الدولي. ما الأهداف التي تتوخاها المنظمة من خلال مشاركتها في مثل هذه المحافل؟ من أهدافنا التعريف بمواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والقيم التي يتضمنها هذا الإعلام، فمنظمة العفو الدولية تعتبر أن كثير من المبدعين يتعرضون للتضييق في مجال عملهم ولهذا نطالب بضمان حرية الإبداع والتعبير وهذه الحرية التي نطالب بها كذلك لجميع الصحافيين والصحافيات والمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى ذلك الهدف من مشاركتنا هو تجديد مطالبنا على المستوى الوطني بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي والصحافيات والصحافيين الذين يعتقلون بسبب ممارستهم لمهامهم خلال تغطية الفعاليات والأحداث، وهذا غير مقبول في بلد يحترم حقوق الإنسان لأنه لا يمكن أن يسجن الصحافي والصحافية لمجرد إبداء الرأي أو لمجرد القيام بالواجب المهني وهذه مسألة أساسية. بالحديث عن الشأن الوطني المغربي، ما تقييمكم لحقوق الإنسان بالمغرب في المرحلة الحالية؟ فيما يخص المغرب لا زالت بواعث قلق بشأن القمع والتضييق على عدد من المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان والاستعمال المفرط للقوة أو منع مجموعة المسيرات الاحتجاجية السلمية وعديد الأنشطة، كما أن منظمة العفو الدولية تعبر عن بواعث قلقها من الأحكام القاسية التي صدرت في حق نشطاء حراك الريف وجرادة، الذين هم مواطنون عبروا عن مطالب اجتماعية بطريقة سلمية. في هذا السياق، دائما ما تعلق الحكومة على بعض تقاريركم وتصفها بأنها منحازة أو لا تعبر عن الواقع، كيف تردون على ذلك؟ في الحقيقة كمنظمة العفو الدولية ليس من عادتنا الرد على تعليقات الحكومات عبر العالم، والرد الوحيد الذي نأمله من هذه الحكومات سواء التي تنتقد تقارير المنظمة أو تحاول أن تشكك في مصداقيتها، الرد الوحيد الذي نعتبره إيجابيا هو الاستجابة لمطالب المواطنات والمواطنين وتكريس حقوق الإنسان على أرض الواقع، بدل تضييع الوقت في اتهام المنظمات الدولية أو المحلية بالانحياز أو ترويج المعلومات المغلوطة في مجال حقوق الإنسان. منظمة العفو الدولية يعرفها الجميع ولها منهجية عالمية متعارف عليها في مجال الأبحاث، وكل التقارير التي تصدرها مبنية على هذه المنهجية بطريقة حيادية ومستقلة ولا يهمها ما هي الردود التي تصدر عن جهة ما، وعملها وأملها هو تحقيق غد أفضل وتحقيق الحريات وضمان حقوق الإنسان لجميع المواطنات والمواطنين، وحفظ كرامتهم بدون استثناء وبصفة متساوية، وتحقيق العدل بصفة عامة، وهو ما نطلبه من الحكومة المغربية وجميع الحكومات التي قد لا تنفذ التزاماتها في مجال حقوق الإنسان. اليوم، هناك نقاش بأن هناك “تراجعات” بخصوص حقوق الإنسان بالمغرب.. كيف تقيمون ذلك؟، وكيف ترون مستقبل حقوق الإنسان على المستوى الوطني؟ ليست من عادتنا التنبؤ أو التنقيط لحقوق الإنسان، ما يهمنا هو ما يتحقق على أرض الواقع أي الانتقال من الأقوال إلى أفعال، لأنه كثير ما نسمع أن هناك قوانين جيدة وهناك دستور وهناك حريات لكن الواقع يفند هذا، بدليل الأحداث التي عرفها المغرب في السنتين الأخيرتين والقمع والمضايقات التي يتعرض له المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان وبطبيعة الحال كمدافعين عن حقوق الإنسان وجودنا ونضالنا مبني على الأمل ولن نستسلم ولن نرضخ ولن نتوقف عن العمل المستمر من أجل تحقيق غد أفضل لحقوق الإنسان في بلدنا وفي سائر أصقاع العالم.