كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأحد، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأخبارية الأمريكية، والتي تم تسجيلها خلال الأسبوع الماضي، أن الولاياتالمتحدة بذلت جهدا كبيرة من وراء الكواليس، لدعم المعارضين في إيران. وقالت كلينتون في أول اعتراف أمريكي من نوعه، "لم نرد أن نضع أنفسنا بين السلطات الحاكمة، والإيرانيين الذين يعترضون بصورة شرعية، لأننا لو تدخلنا في وقت مبكر، وفي شكل قوي جدا، لكانت السلطات الإيرانية استخدمت ذلك لتوحيد البلاد ضد المعارضين". وحاولت كلينتون تدارك تصريحاتها، التي قد تؤدي إلى المزيد من التوتر في العلاقات بين واشنطن وطهران، فقالت، "لكننا بذلنا جهدا كبيرا وراء الكواليس"، مضيفة "قمنا بجهد كبير لدعم المعارضين، من دون أن نضع انفسنا بينهم وبين النظام، ونحن نواصل دعم المعارضة". ولم تحدد كلينتون طبيعة الدعم المقصود في تصريحاتها، والتي قد تزيد من صعوبة موقف الإصلاحيين داخل إيران، خاصة مع بدء محاكمة 100 منهم، أمام محكمة ثورية إيرانية، وتوجه لهم السلطات الإيرانية، اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام.وردا على سؤال حول الصحفي الإيراني الكندي مزيار بهاري، المعتقل في إيران منذ 21 يونيو الماضي، بتهمة المشاركة في حملة نظمتها وسائل الإعلام الغربية، أعربت كلينتون عن "استياء واشنطن حيال طريقة التعامل معه ومع آخرين"، وتابعت "إنها محاكمات صورية، ومؤشر ضعف يثبت أن السلطة في إيران، تخاف شعبها، وتخاف كشف الوقائع".وكررت كلينتون تأكيدات سابقة لها، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر امتلاك إيران للسلاح النووي، أمرا "غير مقبول"، وقالت "إذا كانت السلطات الإيرانية تعتقد أن هذا الأمر سيقوي موقفها، ويرهب الجيران، ويساعدها في نشر إيديولوجيتها، فإنها تكون مخطئة"، وأضافت "لا ننوي القبول بأسلحة نووية تصنعها إيران، ونعتقد أن هذا الأمر غير مقبول". وشددت كلينتون على "ضرورة أن يعيد النظام الإيراني التفكير في ذلك، لأنهم سيضعفون موقفهم، وسيتسببون بسباق تسلح في المنطقة، وسيزيدون بالطبع الضغط على الولاياتالمتحدة، لتنشر مظلة عسكرية في المنطقة"، لحماية مصالحها ومصالح حلفائها، في إشارة إلى ما ردتته مصادر غربية، حول نية واشنطن نشر مظلة نووية، مكونة من صواريخ متطورة في مصر والسعودية، بالإضافة لإقامة قواعد عسكرية جديدة لها في المنطقة، وهو ما نفته مصر تماما.