أدى ولد عبد العزيز اليمين الدستورية كرابع رئيس للجمهورية الاسلامية الموريتانية، التي استقلت عن مستعمرتها فرنسا في 1960 بعد عام على الانقلاب الذي قاده، وسط مقاطعة قوى المعارضة وحضور دولي مساء الأربعاء 5-8-2009. وحضر حفل التنصيب الرئيسان السنغالي عبد الله واد والمالي امادو توماني توري، بالاضافة الى رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي ونائبة الرئيس الغامبي ايساتو نجي-سيدي ورئيس مجلس الشيوخ الجزائري عبد القادر بن صالح. اما فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، فمثلها في حفل التنصيب سكرتير الدولة الفرنسية لشؤون التعاون آلان جوايانديه، بينما مثل الاتحاد الافريقي سفيره لدى الاتحاد الاوروبي محمد صالح النظيف. وقاطعت حفل التنصيب "الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية" المناهضة للانقلاب بزعامة مسعود ولد بلخير، وتكتل القوى الديمقراطية اكبر احزاب المعارضة والذي يتزعمه احمد ولد داداه، وكان هذان القياديان طالبا الاسبوع الفائت بفتج تحقيق في اعمال "تزوير ضخمة" شابت الانتخابات التي جرت في 18 تموز/يوليو. ونددت الحركتان مجددا، في بيان مشترك الأربعاء، ب"التلاعب باللائحة الانتخابية، وشراء الذمم، والتصويت المتعدد خاصة منه تصويت العسكريين تحت الامرة، وكذلك الارتفاع الشديد لعدد البطاقات اللاغية، واخيرا الشكوك القوية المحيطة بالمميزات الفنية لبطاقة التصويت المستخدمة في الاقتراع". واذا كان الاتحاد الاوروبي قد طالب بإجراء تحقيق مستقل في مزاعم التزوير والتلاعب بالانتخابات هذه، فإن باريس وواشنطن سارعتا بالمقابل الى تهنئة الجنرال الفائز. وقال المبعوث الفرنسي آلان جوايانديه إن "الموريتانيين ارادوا ان يكون لهم رئيس حازم في كل المواضيع" وما من احد يمكنه اليوم ان يشكك في هذه الانتخابات. وفي الواقع فإن كلا من فرنسا والولايات المتحدة قلقتان حاليا من تنامي نفوذ "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" في دول الساحل، ومنها موريتانيا، ولا سيما بعد ان تبنى هذا التنظيم اغتيال مواطن امريكي في نواكشوط نهاية يونيو/حزيران. وقال الرئيس المنتخب في خطاب التنصيب "لن ندخر جهدا في محاربة الارهاب واسبابه"، مضيفا "في الوقت الذي اتسلم فيه مهام رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية فإن اول ما يخطر في بالي هو الاوضاع المزرية لآلاف الفقراء والمحرومين الذين يعلقون آمالا جسيمة على برنامجنا الانتخابي لنيل حقهم في التمتع بحياة تصون كرامتهم و شرفهم وتنسيهم ما عانوه من غم وسأم لفترة طويلة". وفي مجال السياسة الخارجية قال الرئيس الموريتاني الجديد "سنعمل باستمرار على دعم كل الجهود الرامية الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة واسترجاع كافة الاراضي العربية المغتصبة". يشار إلى أن الجنرال (53 عاما) الذي قاد في 6 أغسطس/آب انقلابا عسكريا اطاح فيه بالرئيس المدني المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله، فاز في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى بحصوله على 52% من الاصوات، في نتيجة سارع المجلس الدستوري الى التصديق عليها رغم طعن المعارضة بنزاهتها.