بقلم إدريس زياد لعالم اليوم الدولية قبل أن تستفتح مهامك في الميدان فإياك أن تظن سراب سمعتك ماء يسقيك، وأن موقعك حصناً حصيناً يحميك، وأن نفوذك كنزاً يغنيك، نظّف المكان من المسامير الصدئة التي تثبّت أعجاز العجزة، وإلا فانتظر أن يخرّ عليك السقف، كما فعل مع من مضى، واعلم أن الإسترضاء شر وإن بدا لك حكمة، فبعض الآلات المجتمعية تجيد صناعة البيئة السلبية، وأخرى تصنع البيئة الإيجابية، فاشحذ سيف عملك بالفرسان الذين ينافسون بشرف وخبرة في الميدان، رجال ينحتون في الصخر ولا ينحنون للبشر، لأن التجربة مصدر زاخر وكثيف للمعرفة، واعطِ الأصيل ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ولا يجرمنك شنآن قوم قد بدلوا تبديلا، ولا تستخدم ضعيفاً أو كسولاً أو قواداً لإنجاز مهمات الرجال ولا مهمات أخرى، فهؤلاء لا يصلحون للمهمات، لأن الفرد الخاوي الفارغ لا يحقق نتائج حضارية، ولا تتوقف عند السفاسف وأصحابها، وامض متوكلاً على الله مقتحماً كل العقبات… وعندما تدرك أنك في الطريق الخطأ، فالواجب يقتضي التوقف وتصحيح المسار، لأن الإستمرار في نفس الإتجاه لن يزيدك من هدفك إلا بعداً، وهذه بعض من صفات الرجولة التي هي لفظ جامع لكثير من القيم والأخلاق كالقوة والصدق والمحبة والأمانة والبطولة والإخلاص والنصح والعدل ونكران الذات وغيرها… أما الضعفاء فهم يعملون على تشكيل تكثلات إدارية من أفراد ضعفاء، ويستبعدون الأقوياء، وذلك لأجل السيطرة والخداع والإخضاع، كل هذا لإخفاء ضعفهم وحفاظهم على مكانتهم، ولن تكون في يوم هناك إدارة قادرة وقوية ومتجانسة، وإنما مرحلة مؤقتة فقط تنهار عند تبيان ضعف الأعمال والإنجاز… وإنني أجرّد لك كثير زماني لأحفظ عليك وقتك، وبالغ جهدي لأمُدّ لك سابق اجتهادك، وأعتذر لك من تطويلي، إذ لا وقت يسعُني لأختصر عليك الطريق كما اختصرت القوة معاني السلام، وإن يكُ صدرُ اليوم ولى، فإن غداً لناظره قريب، وفي العفو عن الناس معنىً مستطاب، تشرئب له الرقاب، فاطفئوا النار، لكيلا يطيش منكم الصواب، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق التي لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقنا سيء الأعمال والأخلاق التي لا يقي سيئها إلا أنت.