اِبدأ الإتصال بتركيز انتباهك على المجال المحيط بجسدك، وابحث عن منفذ هدوء يتسلل إلى رأسك أو أذنيك أو صدرك، استدعِ إليك الموجة التي يحرّكها تركيزك، وحاوِل أن تشعُر أنها تعبر إلى أعلى صدرك، وانفخ الهواء إليه لتجمع الموجات الصغيرة التي شعرت بها، عندما تقترب بإبهاميك إلى شحمة أذنيك، تخيّل أنك تضيّق المجال المحيط برأسك، واجمع الهواء العذب الذي يطوف حول أذنيك، ثم اغلق أذنيك دون إحكام، وحاول أن تجعل الخشوع فكرة ناعمة مضيئة ذائبة في الهواء، أدخلها برفق عبر صُدْغيك في موضع الشعر المتدلي من ناحية الأذن إلى اللحية، وأنت تضع يمينك على يسارك المجموعين إلى صدرك دوِّرْ هذا الطيف النوراني الساكن في باطن كفك اليسرى الملتصقة أسفل صدرك، ثم ارفع الموجة الرقيقة برفق إلى أعلى صدرك… وأنت تتلو الآيات تخيّل أنها كائن حي ناعم شفاف يمكنك أن تحس به، حرِّك الموجات إليها، وادخل بين حروفها اللامعة، وحوّل الموجات إلى أنامل تداعب خصلات الآيات، واسمع الصدى الذي سيملأ رأسك، وتخيّل تلك الرجفة التي ستنفض جسدك الأعلى كله، وانظر بقلبك كيف ينسلخ السواد الجاثم حول قلبك كلما اقتربت أكثر من الآيات… في قيامك وفي ركوعك وفي سجودك ستنفتح عليك مداخل عجيبة في كل مرة، وكل مرة تنغمس فيها أكثر سيضيء لك فضاء صغير من بعيد ستراه يُقبل عليك، ويضمك برفق، فإذا أحسنت التعايش مع هذه الكواشف فسترى نفسك في نور صاف لا تدري كيف تصفه، وللناس في ذلك منازل ودرجات.