لا يخفى على أي شخص مغربي اصيل ، أن الديانة المغربية مبنية على أصول صحيحة ، فكل شخص مغربي وجد والديه يقومان بالدين الوسط المعتدل ، الدين الذي يتشكل من معاملات وعبادات وسلوك. المشكل الذي يواجهه المغاربة اليوم يكتمل في عدة أمور دينية ، في الفتوى الدينية والأحكام التشريعية الصحيحة ، حيث نجد الكثير من الناس يأخذون الفتوى في غير محلها ، والأحكام الشرعية من غير أهلها ، وكل هذا ناتج عن عدم وعيهم بدينهم المغربي القويم. البعض يأخذ الفتوى من أي شخص ليس أهل لها ، والبعض الآخر صار يعطي الفتوى والأحكام الدينية إستنادا بديانة ومذهب آخر. الدين بالمغرب مبني على مذهب واحد صحيح ، وعقيدة واضحة ، وتصوف سني قويم ، وإمارة المؤمنين ، حتى في عباداتهم ومعاملاتهم لها مرجعية إسلامية واضحة ، بعض الفئات من الناس أصبحت تعطي الفتوى ذات مرجعية مذهبية في دولة أخرى ، وأصبحت تعطي الفتوى الأصل فيها مذهب غير مذهب المغاربة ، وهذا إن إستمر سيخلق فتنة وتعصبا دينيا بين المغاربة. لذلك فالوعي الديني يجب أن يسبق الواقع الديني الذي نراه اليوم ، فللدين علماء متخصصون ، وللفتوى مكانها الخاص ، وليس مقرها في وسائل التواصل الإجتماعي ، فالمجالس العلمية المحلية لها أدوار عدة ، من بينها إعطاء الفتوى لكل مواطن يحتاج إليها. إذا صار الجميع على هذا الطريق الواضح ، فسيكون هناك إستقرار ديني قوي ، واحترام متبادل بين الناس ، أما إذا كنا نأخذ بدين ذا مرجعية إسلامية ، مختلفة عن مرجعية ديننا ، فلا شك أن الإختلاف سيطرأ في المجتمع ، وإذا وقع هذا الأخير ، فإن التشدد والتعصب الديني سيظهر في الواقع ، كما يظهر الآن في المواقع. فالمغاربة متوحدون دائما ، يرحبون دائما بالتعايش مع مختلف الأديان ، مع البقاء على احترام الاراء ، وتجسيد الإئتلاف ونبذ الإختلاف ، والدفاع عن دينهم وعقيدتهم ، وعدم التدخل في خصوصيات الديانات الأخرى. فالمغربي الاصيل من يؤمن بتوابث الامة المغربية ، لا ترتبطه أي صلة بما يسمى ب جماعة "السلفية"ولا "الاخوان" ، ولا يحرض غيره للانضمام إلى الجماعات المذكورة ، فبعض الطبقات من المتدينين ينطقون بما لا ينطق به من وصل درجة الفتوى والاجتهاد. لذا لابد من الحرص على تطبيق الديانة المغربية واقعيا ، بعد أن نفهمها واعيا بها ، ونسعى دائما للحصول على المعلومة الدينية ، من طرف علماءنا المحليين المتخصصين في المجال الديني ، وغلق الباب على كل شخص يريد المس بديننا الحنيف ، المبني على أصول تابثة وصحيحة ، وأن نحاول أن نفهم الدين بالوعي قبل ممارسته في الواقع. كل هذا من أجل ان نفهم منظومتنا الدينية السمحة ، التي تدعو إلى اللين في كل شيء ، ونبذ كل تصرف غير لائق بالمنهج الإسلامي الصحيح.